ولما صور بهذا جلاله، وقرر عظمته وكماله، باتصافه بجميع الصفات العلى التي منها القدرة التي تكفهم عنه; كرر التنفير عن أندادهم في أسلوب آخر تأكيدا للمعنى السابق بزيادة بالغة في العجز وهو تصويب [ ص: 199 ] النظر من غير إبصار، مع أن الأول للتقريع، وهذا الفرق بين من يعبد بحق ومن يعبد بباطل ليرجعوا عن غيهم وعنادهم، فقال مبينا أنهم ليسوا في شيء من صفاته مصرحا بنفي النصرة التي أثبتها له عنهم مع المواجهة بالخطاب الذي هو أفظع في الجواب: والذين تدعون أي: تديمون دعاءهم من دونه - فإنهم يدعونه سبحانه في بعض الأوقات – أو تدعونهم تاركين له لا يستطيعون نصركم أي: بوجه من وجوه النصرة بدليل عجزكم عني وأنا وحدي وأنتم أهل الأرض ولا أنفسهم ينصرون بدليل أن الكلب يبول عليهم فلا يمنعونه.