ذلكم أي: هو سبحانه بما له من هذا الوصف الهائل يذيق عدوه من عذابه ما لا طاقة لهم به ولا يدان، فيصير لسان الحال مخاطبا لهم نيابة عن المقال: الأمر الذي حذرتكم منه الرسل وأتتكم به الكتب وكنتم تستهزئون به أيها الكفرة هو هذا الأمر الشديد وقعه البعيد على من ينزل عليه دفعه دهمكم، فما لكم لا تدافعونه! كلا والله شغل كلا ما قابله ولم يقدر أن يزاوله.
ولما كان ما وقع لهم في وقعة بدر من القتل والأسر والقهر يسيرا جدا بالنسبة إلى ما لهم في الآخرة، سماه ذوقا لأنه يكون بالقليل ليعرف به حال الكثير فقال: فذوقوه أي: باشروه قهرا مباشرة [ ص: 240 ] الذائق واعلموا أنه بالنسبة إلى ما تستقبلونه كالمذوق بالنسبة إلى المذوق لأجله وأن أي: والأمر الذي أتتكم به الرسل والكتب أن لكم مع هذا الذي ذقتموه في الدنيا، هكذا كان الأصل ولكنه أظهر تعميما وتعليقا بالوصف فقال: للكافرين أي: على كفرهم وإن لم يظهروا المشاققة عذاب النار وهو مواقعكم وهو أكبر وسترون.