ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
ثم بين تعالى الحال الذي شابهوا فيه من قبلهم بقوله: كفروا بآيات الله أي: ستروا ما دلتهم عليه أنوار عقولهم من دلالات الملك الأعلى وغطوها لأنهم لم يعملوا بها وصدوا عن ذلك من تبعهم، فكان جزاؤهم ما تسبب عن ذلك من قوله: فأخذهم الله أي: الذي له مجامع الكبر ومعاقد العظمة والعز أخذ غلبة وقهر وعقوبة، بذنوبهم كما أخذهم فإنهم تجرأوا على رتبة الألوهية التي تخسأ دون شوامخها نوافذ الأبصار، وتظلم عند بوارق أشعتها سواطع الأنوار، وتضمحل بالبعد عن أول مراقيها القوى، وتنقطع بتوهم الدنو من فيافيها الأعناق، فنزلت بهم صواعق هيبتها، وأناخت عليهم صروف عظمتها، فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ولا تحس إلا ملاعبهم وأماكنهم.ولما أخبر بأخذهم، علله بقوله: إن الله أي: الذي له الإحاطة الشاملة قوي أي: يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء، شديد العقاب