وحسن تعقيبها بها أيضا أن في الأولى كفران نعمة الغنى من غير عهد، وفي هذه كفرانها مع العهد فهو ترق من الأدنى إلى الأعلى، ودل [ ص: 554 ] عظيم شأن العهد بتعظيم الجزاء على خيانته بقوله: فأعقبهم أي الله أو التمادي على البخل جزاء على ذلك نفاقا متمكنا في قلوبهم أي: بأن لا يزالوا يقولون ما لا يفعلون إلى يوم يلقونه أي: بالموت عند فوت الفوت بما أخلفوا الله أي: وهو الملك الأعظم ما وعدوه لأن ولما كان إخلاف الوعد شديد القباحة، وكان مرتكبه غير متحاش من مطلق الكذب قال: الجزاء من جنس العمل; وبما كانوا يكذبون أي: يجددون الكذب دائما مع الوعد ومنفكا عنه، فقد استكملوا النفاق؛ عاهدوا فغدروا، ووعدوا فأخلفوا، وحدثوا فكذبوا.