ثم عطف على ذلك قوله: ولا على الذين إذا   وأكد المعنى بقوله: ما أتوك  أي: ولم يأتوا بغير قصدك راغبين في الجهاد معك لتحملهم  وهم لا يجدون محملا قلت  أي: أتوك قائلا أو حال قولك، "وقد" مضمرة كما قالوا في حصرت صدورهم  لا أجد ما  أي: شيئا أحملكم عليه   [ ص: 574 ] وأجاب: إذا  بقوله: ويجوز أن يكون استئنافا و "قلت" هو الجواب تولوا  أي: عن سماع هذا القول منك وأعينهم تفيض  أي: تمتلئ فتسيل، وإسناد الفيض إليها أبلغ من حيث إنها جعلت كلها دمعا، ثم بين الفائض بقوله: من الدمع  أي: دمعا. والأصل: يفيض دمعها، ثم علل فيضها بقوله: حزنا  ثم علل حزنهم بقوله: ألا يجدوا  أي: لعدم وجدانهم ما ينفقون  فحزنهم في الحقيقة على فوات مرافقتك والكون في حزبك، وهذه قصة البكائين صرح بها وإن كانوا داخلين فيالذين لا يجدون  إظهارا لشرفهم وتقريرا لأن الناصح - وإن اجتهد - لا غنى له عن العفو حيث بين أنهم - مع اجتهادهم في تحصيل الأسباب وتحسرهم عند فواتها بما أفاض أعينهم - ممن لا سبيل عليه أو ممن لا حرج عليه المغفور له. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					