فشرع سبحانه يقيم الدليل على بطلان قولهم من أنه - مع ما تضمنه من
nindex.php?page=treesubj&link=30340البعث - سحر، وعلى حقيقة أنه من عنده من غير شبهة، وعلى أن الرسالة لا عجب فيها، لأنه سبحانه خلق الوجود كله وهو نافذ الأمر فيه، وقد ابتلى من فيه من العقلاء ليردهم إليه ويحاسبهم؛ فإنه لم يخلقهم سدى؛ لأنه حكيم، فلا بد من رسول يخبرهم بما يرضيه وما يغضبه لتقوم بذلك الحجة فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28659_28662_29690_30489_31748_31756_32438_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إن ربكم أي الموجد لكم والمربي والمحسن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الله أي من ربى شيئا ينبغي أن يكون حكيما وقادرا على أسباب
[ ص: 69 ] صلاحه، فأيقظوا أنفسكم من سنة غفلتها تعلموا أن هذا الكتاب من عند [الذي] له العظمة كلها قطعا، وأنه قادر على بعثكم لأنه ربكم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الذي بدأ الخلق بأن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3خلق أي قدر وأوجد
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3السماوات والأرض على اتساعهما وكثرة ما فيهما من المنافع
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3في ستة أيام لحكمة أرادها على أن ذلك وقت يسير لا يفعل مثل ذلك في مثله إلا من لا يعجزه شيء.
ولما أوجد سبحانه هذا الخلق الكثير المتباعد الأقطار الواسع الانتشار المفتقر إلى عظيم التدبير ولطيف التصريف والتقدير، عبر سبحانه عن عمله فيه عمل الملوك في ممالكهم بقوله مشيرا إلى عظمته بأداة التراخي:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ثم استوى أي عمل في تدبيره وإتقان ما فيه وإحكامه عمل المعتني بذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3على العرش المتقدم وصفه بالعظمة، وليست "ثم" للترتيب بل كناية عن علو الرتبة وبعد منالها; ثم بين ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=29640_28728الاستواء بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3يدبر لأن التدبير أعدل أحوال الملك فالاستواء كناية عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الأمر كله؛ فلا يخفى عليه عاقبة أمر من الأمور، فحصل الأمن بهذا من أن يفعل شيء بغير علمه، لأن التدبير تنزيل الأمور في مراتبها على إحكام عواقبها، وهو مع ذلك منزه عما تعرفونه من أحوال الملوك؛ من أنه يكون في ممالكهم من يقضي بعض الأمور بغير إذن منهم وإن علموا به لعجزهم عن المجاهرة بإدامة دفعه،
[ ص: 70 ] بل هو متصف بأنه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ما من شفيع أي وإن كان بليغ الاتصاف بذلك.
ولما كان تمام قهره وعظيم سلطانه لا يفيد أحدا عند إذنه له إذنا عاما لجميع الأزمان والأماكن، أتى بالجار فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إلا من بعد إذنه فإذا لم يقدر شفيع على الكلام في الشفاعة إلا بإذنه فكيف يقدر أحد أن يأتي بشيء من الأشياء بغير إذنه فكيف يأتي بكتاب حكيم ليس من عنده يعجز الخلق عن معارضته، فحصل الأمن أن يكون غيره قاله أو شفع فيمن أبلغه فأبلغه من غير إرادة منه سبحانه، فتحرر أنه ليس إلا من عنده وأنه أمر بإبلاغه، وقد عرف من هذا أن
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ما من شفيع في موضع الدلالة على
nindex.php?page=treesubj&link=28783أنه لا يخرج عن تدبيره أمر من الأمور ولا يغلبه شيء أصلا فبطل ما كانوا يقولون في الأصنام من الشفاعة وغيرها. والشفيع: السائل في غيره بتبليغ منزلته من عفو أو زيادة منزلة، وقد وقع ذكر الكتاب والرسول والعرش مرتبا في أول هذه على ما رتب آخر تلك; فلما تقرر ما وصف به من العظمة التي لا يشاركه فيها أحد، وجب أن يعبد عبادة لا يشاركه [فيها] شيء، فنبه على ذلك بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ذلكم أي العظيم الشأن العالي المراتب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الله أي
[ ص: 71 ] الملك الأعلى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ربكم الذي تقرر له من العظمة والإحسان بالإيجاد والتربية ما لا يبلغه وصف
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3فاعبدوه أي فخصوه بالعبادة؛ فإن عبادتكم مع الإشراك ليست عبادة، ولولا فضله لم يكن [لمن] زل أدنى زلة طاعة.
ولما سبب [سبحانه] عن أوصافه العلى ما وجب له من الأمر بالعبادة، تسبب عن ذلك الإنكار عليهم في التوقف عنها والاحتياج فيها إلى بروز الأمر بها قام على استحقاقه للأفراد بها من الأدلة التي فيهم شواهدها فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3أفلا تذكرون أي: ولو بأدنى أنواع التذكر بما أشار إليه الإدغام، ما أخبركم سبحانه به ونبهكم عليه بما يعلمه كل أحد من نفسه من أنه لا يقدر أحد أن يعمل كل ما يريده ويعمل كثيرا مما لا غرض له فيه ويعلم أنه يضره إلى غير ذلك من الأمور ليعلم قطعا أن الفاعل الحقيقي غيره [و] أنه لا بد لهذا الوجود من مؤثر فيه هو في غاية العظمة لا يصح [بوجه] أن يشاركه شيء ولو كان أعظم ما يعرف من الأشياء فكيف بجماد لا يضر ولا ينفع!.
فَشَرَعَ سُبْحَانَهُ يُقِيمُ الدَّلِيلَ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِهِمْ مِنْ أَنَّهُ - مَعَ مَا تَضَمَّنَهُ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=30340الْبَعْثِ - سِحْرٌ، وَعَلَى حَقِيقَةِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِهِ مِنْ غَيْرِ شُبْهَةٍ، وَعَلَى أَنَّ الرِّسَالَةَ لَا عَجَبَ فِيهَا، لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْوُجُودَ كُلَّهُ وَهُوَ نَافِذُ الْأَمْرِ فِيهِ، وَقَدِ ابْتَلَى مَنْ فِيهِ مِنَ الْعُقَلَاءِ لِيَرُدَّهُمْ إِلَيْهِ وَيُحَاسِبَهُمْ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْلُقْهُمْ سُدًى؛ لِأَنَّهُ حَكِيمٌ، فَلَا بُدَّ مِنْ رَسُولٍ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يُرْضِيهِ وَمَا يُغْضِبُهُ لِتَقُومَ بِذَلِكَ الْحُجَّةُ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28659_28662_29690_30489_31748_31756_32438_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إِنَّ رَبَّكُمُ أَيِ الْمُوجِدَ لَكُمْ وَالْمُرَبِّيَ وَالْمُحْسِنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3اللَّهُ أَيْ مَنْ رَبَّى شَيْئًا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ حَكِيمًا وَقَادِرًا عَلَى أَسْبَابِ
[ ص: 69 ] صَلَاحِهِ، فَأَيْقِظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ سِنَةِ غَفْلَتِهَا تَعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ عِنْدِ [الَّذِي] لَهُ الْعَظَمَةُ كُلُّهَا قَطْعًا، وَأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى بَعْثِكُمْ لِأَنَّهُ رَبُّكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الَّذِي بَدَأَ الْخَلْقَ بِأَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3خَلَقَ أَيْ قَدَّرَ وَأَوْجَدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ عَلَى اتِّسَاعِهِمَا وَكَثْرَةِ مَا فِيهِمَا مِنَ الْمَنَافِعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ لِحِكْمَةٍ أَرَادَهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ وَقْتٌ يَسِيرٌ لَا يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي مِثْلِهِ إِلَّا مَنْ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ.
وَلَمَّا أَوْجَدَ سُبْحَانَهُ هَذَا الْخَلْقَ الْكَثِيرَ الْمُتَبَاعِدَ الْأَقْطَارِ الْوَاسِعَ الِانْتِشَارِ الْمُفْتَقِرَ إِلَى عَظِيمِ التَّدْبِيرِ وَلَطِيفِ التَّصْرِيفِ وَالتَّقْدِيرِ، عَبَّرَ سُبْحَانَهُ عَنْ عَمَلِهِ فِيهِ عَمَلَ الْمُلُوكِ فِي مَمَالِكِهِمْ بِقَوْلِهِ مُشِيرًا إِلَى عَظَمَتِهِ بِأَدَاةِ التَّرَاخِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ثُمَّ اسْتَوَى أَيْ عَمِلَ فِي تَدْبِيرِهِ وَإِتْقَانِ مَا فِيهِ وَإِحْكَامِهِ عَمَلَ الْمُعْتَنِي بِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3عَلَى الْعَرْشِ الْمُتَقَدِّمِ وَصْفُهُ بِالْعَظَمَةِ، وَلَيْسَتْ "ثُمَّ" لِلتَّرْتِيبِ بَلْ كِنَايَةً عَنْ عُلُوِّ الرُّتْبَةِ وَبُعْدِ مَنَالِهَا; ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=29640_28728الِاسْتِوَاءَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3يُدَبِّرُ لِأَنَّ التَّدْبِيرَ أَعْدَلُ أَحْوَالِ الْمَلِكِ فَالِاسْتِوَاءُ كِنَايَةٌ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3الأَمْرَ كُلَّهُ؛ فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ عَاقِبَةُ أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ، فَحَصَلَ الْأَمْنُ بِهَذَا مِنْ أَنْ يُفْعَلَ شَيْءٌ بِغَيْرِ عِلْمِهِ، لِأَنَّ التَّدْبِيرَ تَنْزِيلُ الْأُمُورِ فِي مَرَاتِبِهَا عَلَى إِحْكَامِ عَوَاقِبِهَا، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مُنَزَّهٌ عَمَّا تَعْرِفُونَهُ مِنْ أَحْوَالِ الْمُلُوكِ؛ مِنْ أَنَّهُ يَكُونُ فِي مَمَالِكِهِمْ مَنْ يَقْضِي بَعْضَ الْأُمُورِ بِغَيْرِ إِذْنٍ مِنْهُمْ وَإِنْ عَلِمُوا بِهِ لِعَجْزِهِمْ عَنِ الْمُجَاهَرَةِ بِإِدَامَةِ دَفْعِهِ،
[ ص: 70 ] بَلْ هُوَ مُتَّصِفٌ بِأَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3مَا مِنْ شَفِيعٍ أَيْ وَإِنْ كَانَ بَلِيغَ الِاتِّصَافِ بِذَلِكَ.
وَلَمَّا كَانَ تَمَامُ قَهْرِهِ وَعَظِيمُ سُلْطَانِهِ لَا يُفِيدُ أَحَدًا عِنْدَ إِذْنِهِ لَهُ إِذْنًا عَامًّا لِجَمِيعِ الْأَزْمَانِ وَالْأَمَاكِنِ، أَتَى بِالْجَارِّ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ شَفِيعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الشَّفَاعَةِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَكَيْفَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَيْفَ يَأْتِي بِكِتَابٍ حَكِيمٍ لَيْسَ مِنْ عِنْدِهِ يَعْجِزُ الْخَلْقُ عَنْ مُعَارَضَتِهِ، فَحَصَلَ الْأَمْنُ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ قَالَهُ أَوْ شَفَعَ فِيمَنْ أَبْلَغَهُ فَأَبْلَغَهُ مِنْ غَيْرِ إِرَادَةٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ، فَتَحَرَّرَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَّا مِنْ عِنْدِهِ وَأَنَّهُ أُمِرَ بِإِبْلَاغِهِ، وَقَدْ عُرِفَ مِنْ هَذَا أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3مَا مِنْ شَفِيعٍ فِي مَوْضِعِ الدَّلَالَةِ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28783أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ عَنْ تَدْبِيرِهِ أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ وَلَا يَغْلِبُهُ شَيْءٌ أَصْلًا فَبَطَلَ مَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْأَصْنَامِ مِنَ الشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهَا. وَالشَّفِيعُ: السَّائِلُ فِي غَيْرِهِ بِتَبْلِيغِ مَنْزِلَتِهِ مِنْ عَفْوٍ أَوْ زِيَادَةِ مَنْزِلَةٍ، وَقَدْ وَقَعَ ذِكْرُ الْكِتَابِ وَالرَّسُولِ وَالْعَرْشِ مُرَتَّبًا فِي أَوَّلِ هَذِهِ عَلَى مَا رُتِّبَ آخِرَ تِلْكَ; فَلَمَّا تَقَرَّرَ مَا وُصِفَ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ الَّتِي لَا يُشَارِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَجَبَ أَنْ يُعْبَدَ عِبَادَةً لَا يُشَارِكُهُ [فِيهَا] شَيْءٌ، فَنَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3ذَلِكُمُ أَيِ الْعَظِيمُ الشَّأْنِ الْعَالِي الْمَرَاتِبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3اللَّهُ أَيِ
[ ص: 71 ] الْمَلِكُ الْأَعْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3رَبَّكُمُ الَّذِي تَقَرَّرَ لَهُ مِنَ الْعَظَمَةِ وَالْإِحْسَانِ بِالْإِيجَادِ وَالتَّرْبِيَةِ مَا لَا يَبْلُغُهُ وَصْفٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3فَاعْبُدُوهُ أَيْ فَخُصُّوهُ بِالْعِبَادَةِ؛ فَإِنَّ عِبَادَتَكُمْ مَعَ الْإِشْرَاكِ لَيْسَتْ عِبَادَةً، وَلَوْلَا فَضْلُهُ لَمْ يَكُنْ [لِمَنْ] زَلَّ أَدْنَى زَلَّةٍ طَاعَةٌ.
وَلَمَّا سَبَّبَ [سُبْحَانَهُ] عَنْ أَوْصَافِهِ الْعُلَى مَا وَجَبَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ بِالْعِبَادَةِ، تَسَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِمْ فِي التَّوَقُّفِ عَنْهَا وَالِاحْتِيَاجِ فِيهَا إِلَى بُرُوزِ الْأَمْرِ بِهَا قَامَ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ لِلْأَفْرَادِ بِهَا مِنَ الْأَدِلَّةِ الَّتِي فِيهِمْ شَوَاهِدُهَا فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=3أَفَلا تَذَكَّرُونَ أَيْ: وَلَوْ بِأَدْنَى أَنْوَاعِ التَّذَكُّرِ بِمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْإِدْغَامُ، مَا أَخْبَرَكُمْ سُبْحَانَهُ بِهِ وَنَبَّهَكُمْ عَلَيْهِ بِمَا يَعْلَمُهُ كُلُّ أَحَدٍ مِنْ نَفْسِهِ مِنْ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ مَا يُرِيدُهُ وَيَعْمَلَ كَثِيرًا مِمَّا لَا غَرَضَ لَهُ فِيهِ وَيَعْلَمَ أَنَّهُ يَضُرُّهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ لِيَعْلَمَ قَطْعًا أَنَّ الْفَاعِلَ الْحَقِيقِيَّ غَيْرُهُ [وَ] أَنَّهُ لَا بُدَّ لِهَذَا الْوُجُودِ مِنْ مُؤَثِّرٍ فِيهِ هُوَ فِي غَايَةِ الْعَظَمَةِ لَا يَصِحُّ [بِوَجْهٍ] أَنْ يُشَارِكَهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ أَعْظَمَ مَا يُعْرَفُ مِنَ الْأَشْيَاءِ فَكَيْفَ بِجَمَادٍ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ!.