ولما انقضى ما اشتملت عليه الآية من التهديد وصادع الوعيد، أخبر تعالى أنهم صاروا إلى ما هو جدير بسامع ذلك من النزول عن ذلك العناد إلى مبادئ الانقياد بقوله تعالى: nindex.php?page=treesubj&link=28760_30337_34199_34273_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53ويستنبئونك عطفا على قوله: "ويقولون متى هذا الوعد" أي: ويطلبون منك الإنباء وهو الإخبار العظيم عن حقيقة هذا الوعد الجسيم، ويمكن أن يكون ذلك منهم على طريق الاستهزاء كالأول، فيكون التعجيب والتوبيخ فيه بعد ما مضى من الأدلة أشد nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53أحق هو أي: أثابت هذا الذي تتوعدنا به أم هو كالسحر لا حقيقية له كما تقدم أنهم قالوه nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53قل أي: في جوابهم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53إي وربي أي المحسن إلي المدبر لي والمصدق لجميع ما آتي به; ولما كانوا منكرين أكد قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53إنه لحق أي: كائن ثابت لا بد من نزوله بكم.

ولما كان الشيء قد يكون حقا، ويكون الإنسان قادرا على دفعه فلا يهوله، قال نفيا لذلك: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53وما أنتم أي: لمن توعدكم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53بمعجزين فيما يراد بكم.

وَلَمَّا انْقَضَى مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ مِنَ التَّهْدِيدِ وَصَادِعِ الْوَعِيدِ، أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ صَارُوا إِلَى مَا هُوَ جَدِيرٌ بِسَامِعِ ذَلِكَ مِنَ النُّزُولِ عَنْ ذَلِكَ الْعِنَادِ إِلَى مَبَادِئِ الِانْقِيَادِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=treesubj&link=28760_30337_34199_34273_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53وَيَسْتَنْبِئُونَكَ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ: "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ" أَيْ: وَيَطْلُبُونَ مِنْكَ الْإِنْبَاءَ وَهُوَ الْإِخْبَارُ الْعَظِيمُ عَنْ حَقِيقَةِ هَذَا الْوَعْدِ الْجَسِيمِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِهْزَاءِ كَالْأَوَّلِ، فَيَكُونُ التَّعْجِيبُ وَالتَّوْبِيخُ فِيهِ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ الْأَدِلَّةِ أَشَدَّ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53أَحَقٌّ هُوَ أَيْ: أَثَابِتٌ هَذَا الَّذِي تَتَوَعَّدُنَا بِهِ أَمْ هُوَ كَالسِّحْرِ لَا حَقِيقِيَّةَ لَهُ كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53قُلْ أَيْ: فِي جَوَابِهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53إِي وَرَبِّي أَيِ الْمُحْسِنِ إِلَيَّ الْمُدَبِّرِ لِي وَالْمُصَدِّقِ لِجَمِيعِ مَا آتِي بِهِ; وَلَمَّا كَانُوا مُنْكِرِينَ أَكَّدَ قَوْلَهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53إِنَّهُ لَحَقٌّ أَيْ: كَائِنٌ ثَابِتٌ لَا بُدَّ مِنْ نُزُولِهِ بِكُمْ.

وَلَمَّا كَانَ الشَّيْءُ قَدْ يَكُونُ حَقًّا، وَيَكُونُ الْإِنْسَانُ قَادِرًا عَلَى دَفْعِهِ فَلَا يَهُولُهُ، قَالَ نَفْيًا لِذَلِكَ: nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53وَمَا أَنْتُمْ أَيْ: لِمَنْ تَوَعَّدَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53بِمُعْجِزِينَ فِيمَا يُرَادُ بِكُمْ.