[ ص: 178 ] ولما أجابوه إلى إظهار الاعتماد عليه سبحانه وفوضوا الأمور إليه، أتبعه ما يزيدهم طمأنينة من التوطن في أرض العدو إشارة إلى عدم المبالاة به، لأنه روي أنه كانت لهم متعبدات يجتمعون فيها، فلما بعث
موسى عليه السلام أخربها
فرعون ، فأمر الله تعالى أن تجعل في بيوتهم لئلا يطلع عليهم الكفرة؛ فقال تعالى عاطفا على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وقال موسى nindex.php?page=treesubj&link=31954_32026_32416_34162_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وأوحينا أي: بما لنا من العظمة البالغة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87إلى موسى وأخيه أي الذي طلب مؤازرته ومعارضته
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87أن تبوآ أي اتخذا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87لقومكما بمصر وهي ما بين البحر إلى أقصى أسوان والإسكندرية منها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87بيوتا تكون لهم مرجعا يرجعون إليه ويأوون إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87واجعلوا [أي] أنتما ومن معكما من قومكما
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87بيوتكم قبلة أي: مصلى لتتعبدوا فيها مستترين عن الأعداء تخفيفا من أسباب الخلاف
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وأقيموا الصلاة أي: بجميع حدودها وأركانها مستخفين ممن يؤذيكم جمعا بين آلتي النصر: الصبر والصلاة، وتمرنا على الدين وتثبيتا له في القلب.
ولما كان الاجتماع فيما تقدم أضخم وأعز وأعظم، وكان واجب على الأمة كوجوبه على الإمام جمع فيه، وكان إسناده البشارة عن الملك إلى صاحب الشريعة أثبت لأمره وأظهر لعظمته وأثبت في قلوب أصحابه وأقر لأعينهم، أفرد في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وبشر المؤمنين [ ص: 179 ] أي الراسخين في الإيمان من أخيك وغيره.
[ ص: 178 ] وَلَمَّا أَجَابُوهُ إِلَى إِظْهَارِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَفَوَّضُوا الْأُمُورَ إِلَيْهِ، أَتْبَعَهُ مَا يَزِيدُهُمْ طُمَأْنِينَةً مِنَ التَّوَطُّنِ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ إِشَارَةً إِلَى عَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهِ، لِأَنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُمْ مُتَعَبَّدَاتٌ يَجْتَمِعُونَ فِيهَا، فَلَمَّا بُعِثَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَخْرَبَهَا
فِرْعَوْنُ ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تُجْعَلَ فِي بُيُوتِهِمْ لِئَلَّا يَطَّلِعَ عَلَيْهِمُ الْكَفَرَةُ؛ فَقَالَ تَعَالَى عَاطِفًا عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=84وَقَالَ مُوسَى nindex.php?page=treesubj&link=31954_32026_32416_34162_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَأَوْحَيْنَا أَيْ: بِمَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ الْبَالِغَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَيِ الَّذِي طَلَبَ مُؤَازَرَتَهُ وَمُعَارَضَتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87أَنْ تَبَوَّآ أَيِ اتَّخِذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ وَهِيَ مَا بَيْنَ الْبَحْرِ إِلَى أَقْصَى أَسْوَانَ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مِنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87بُيُوتًا تَكُونُ لَهُمْ مَرْجِعًا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ وَيَأْوُونَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَاجْعَلُوا [أَيْ] أَنْتُمَا وَمَنْ مَعَكُمَا مِنْ قَوْمِكُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً أَيْ: مُصَلًّى لِتَتَعَبَّدُوا فِيهَا مُسْتَتِرِينَ عَنِ الْأَعْدَاءِ تَخْفِيفًا مِنْ أَسْبَابِ الْخِلَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ أَيْ: بِجَمِيعِ حُدُودِهَا وَأَرْكَانِهَا مُسْتَخْفِينَ مِمَّنْ يُؤْذِيكُمْ جَمْعًا بَيْنَ آلَتِي النَّصْرِ: الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، وَتَمَرُّنًا عَلَى الدِّينِ وَتَثْبِيتًا لَهُ فِي الْقَلْبِ.
وَلَمَّا كَانَ الِاجْتِمَاعُ فِيمَا تَقَدَّمَ أَضْخَمَ وَأَعَزَّ وَأَعْظَمَ، وَكَانَ وَاجِبٌ عَلَى الْأُمَّةِ كَوُجُوبِهِ عَلَى الْإِمَامِ جَمْعٌ فِيهِ، وَكَانَ إِسْنَادُهُ الْبِشَارَةَ عَنِ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الشَّرِيعَةِ أَثْبَتَ لِأَمْرِهِ وَأَظْهَرَ لِعَظَمَتِهِ وَأَثْبَتَ فِي قُلُوبِ أَصْحَابِهِ وَأَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ، أَفْرَدَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=87وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [ ص: 179 ] أَيِ الرَّاسِخِينَ فِي الْإِيمَانِ مِنْ أَخِيكَ وَغَيْرِهِ.