ولما بين سبحانه هذه الآيات المرئية، في هذه الأساليب العلية، هذا البيان الشافي الهادي بإعجاز حكمه، بين أنه معجز أيضا بنظمه، فقال: وكذلك أي ومثل ما بينا هذه الآيات المرئية التي أنزلنا كلامنا لبيان حكمها وإظهار أسرارها أنـزلناه أي الكلام كله بما لنا [ ص: 23 ] من العظمة الباهرة آيات بينات معجزا نظمها، كما كان معجزا حكمها.
ولما كان الكلام بينا في أن التقدير: ليعلم إذا ضل ضال مع هذا البيان أن الله يضل من يريد، عطف عليه قوله: وأن أي وليعلم أن الله أي الموصوف بالإكرام، كما هو موصوف بالانتقام يهدي أي بآياته من يريد أي لتبين قدرته واختياره إزاحة لغم من يقول: إذا كانت الآيات المرئية والمسموعة في هذا الحد من البيان فما لأكثر الناس على ضلالهم يتخلف فيهم المسببات عن أسبابها.