ولما كان الاستعجال بالأفعال لا يطلب من الرسول، وكان الإخبار باستهزائهم وشدة عماهم ربما أفهم الإذن في الإعراض عنهم أصلا ورأسا قال سبحانه وتعالى مزيلا لذلك منبها على أن مثله إنما يطلب من المرسل، لا من الرسول: قل أي لهم، ولا يصدنك عن دعائهم ما أخبرناك به من عماهم يا أيها الناس أي جميعا من قومي وغيرهم إنما أنا لكم نذير أي وبشير، وإنما طواه لأن المقام للتخويف، ويلزم منه الأمن للمنتهى فتأتي البشارة، ولأن النذارة هي المقصود الأعظم من الدعوة، لأنه لا يقدم عليها إلا المؤيدون بروح من الله مبين أي لكل ما ينفعكم لتلزموه. ويضركم فتتركوه ،لا إله أعجل لكم العذاب.