ولما أثبت لهم الإيمان الخالص، نفى عنهم العجب بقوله: والذين يؤتون ما آتوا أي يعطون ما أعطوا من الطاعات، وكذا قراءة وغيره: يأتون ما أتوا، أي يفعلون [ ص: 160 ] ما فعلوا من أعمال البر لتتفق القراءتان في الإخبار عنهم بالسبق; ثم ذكر حالهم فقال: يحيى بن الحارث وقلوبهم وجلة أي شديدة الخوف، قد ولج في دواخلها وجال في كل جزء منها لأنهم عالمون بأنهم لا يقدرون الله حق قدره وإن اجتهدوا، ثم علل ذلك بقوله: أنهم إلى ربهم أي الذي طال إحسانه إليهم راجعون بالبعث فيحاسبهم على النقير والقطمير، ويجزيهم بكل قليل وكثير وهو النافذ البصير، قال : إن المؤمن جمع إيمانا وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمنا. الحسن البصري