ولما كان محط العناية في هذه السورة الخلق والإيجاد، والتهديد لأهل العناد، حكى عنهم أنهم قالوا: لقد وعدنا مقدما قولهم: نحن وآباؤنا على قولهم: هذا أي البعث من قبل بخلاف النمل، فإن محط العناية فيها الإيمان بالآخرة فلذلك قدم قوله "هذا" ، والمراد وعد آبائهم على ألسنة من أتاهم من الرسل غير أن الإخبار بشموله جعله وعدا للكل على حد سواء، ثم استأنفوا قولهم: إن أي ما هذا إلا أساطير الأولين أي كذب لا حقيقة له، لأن ذلك معنى الإنكار المؤكد.