ولما كان التقدير: ليس الأمر كما حسبتم، علل ذلك بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_31748_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116فتعالى الله أي علا الذي له الجلال والجمال علوا كبيرا عن العبث; ثم وصفه بما ينافي العبث فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116الملك أي المحيط بأهل مملكته علما وقدرة وسياسة، وحفظا ورعاية.
ولما كان بعض ملوك الدنيا قد يفعل ما ينافي شيم الملوك من العبث بما فيه من الباطل، أتبع ذلك بصفة تنزهه عنه فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116الحق [ ص: 197 ] أي الذي لا تطرق للباطل إليه في شيء من ذاته ولا صفاته، فلا زوال له ولا لملكه فأنى يأتيه العبث.
ولما كان الحق من حيث هو قد يكون له ثان. نفى ذلك في حقه تعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116لا إله إلا هو فلا يوجد له نظير أصلا في ذات ولا صفة، ومن يكون كذلك يكون حائزا لجميع أوصاف الكمال، وخلال الجلال والجمال، متعاليا عن سمات النقص، والعبث من أدنى صفات النقص، لخلوه عن الحكمة التي هي أساس الكمال; ثم زاد في التعيين والتأكيد للتفرد بوصفه بصفة لا يدعيها غيره فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116رب العرش أي السرير المحيط بجميع الكائنات، العالي عليها علوا لا يدانيه شيء; ثم وصف العرش لأنه في سياق الحكم بالعدل والتنزه عن العبث بخلاف سياق براءة والنمل فإنه للقهر والجبروت بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116الكريم أي الذي تنزل منه الخيرات الحاصلة للعباد، مع شرف جوهره، وعلى رتبته، ومدحه أبلغ مدح لصاحبه، والكريم من ستر مساوئ الأخلاق بإظهار معاليها وتنزه عن كل دناءة; قال
القزاز : وأصل الكرم في اللغة الفضل والرفعة.
وَلَمَّا كَانَ التَّقْدِيرُ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا حَسِبْتُمْ، عَلَّلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_31748_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116فَتَعَالَى اللَّهُ أَيْ عَلَا الَّذِي لَهُ الْجَلَالُ وَالْجَمَالُ عُلُوًّا كَبِيرًا عَنِ الْعَبَثِ; ثُمَّ وَصَفَهُ بِمَا يُنَافِي الْعَبَثَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116الْمَلِكُ أَيِ الْمُحِيطُ بِأَهْلِ مَمْلَكَتِهِ عِلْمًا وَقُدْرَةً وَسِيَاسَةً، وَحِفْظًا وَرِعَايَةً.
وَلَمَّا كَانَ بَعْضُ مُلُوكِ الدُّنْيَا قَدْ يَفْعَلُ مَا يُنَافِي شِيَمَ الْمُلُوكِ مِنَ الْعَبَثِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْبَاطِلِ، أَتْبَعَ ذَلِكَ بِصِفَةٍ تُنَزِّهُهُ عَنْهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116الْحَقُّ [ ص: 197 ] أَيِ الَّذِي لَا تَطَرُّقَ لِلْبَاطِلِ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَاتِهِ وَلَا صِفَاتِهِ، فَلَا زَوَالَ لَهُ وَلَا لِمُلْكِهِ فَأَنَّى يَأْتِيهِ الْعَبَثُ.
وَلَمَّا كَانَ الْحَقُّ مِنْ حَيْثُ هُوَ قَدْ يَكُونُ لَهُ ثَانٍ. نَفَى ذَلِكَ فِي حَقِّهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَلَا يُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ أَصْلًا فِي ذَاتٍ وَلَا صِفَةٍ، وَمَنْ يَكُونُ كَذَلِكَ يَكُونُ حَائِزًا لِجَمِيعِ أَوْصَافِ الْكَمَالِ، وَخِلَالِ الْجَلَالِ وَالْجَمَالِ، مُتَعَالِيًا عَنْ سِمَاتِ النَّقْصِ، وَالْعَبَثِ مِنْ أَدْنَى صِفَاتِ النَّقْصِ، لِخُلُوِّهِ عَنِ الْحِكْمَةِ الَّتِي هِيَ أَسَاسُ الْكَمَالِ; ثُمَّ زَادَ فِي التَّعْيِينِ وَالتَّأْكِيدِ لِلتَّفَرُّدِ بِوَصْفِهِ بِصِفَةٍ لَا يَدَّعِيهَا غَيْرُهُ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116رَبُّ الْعَرْشِ أَيِ السَّرِيرُ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ، الْعَالِي عَلَيْهَا عُلُوًّا لَا يُدَانِيهِ شَيْءٌ; ثُمَّ وَصَفَ الْعَرْشَ لِأَنَّهُ فِي سِيَاقِ الْحُكْمِ بِالْعَدْلِ وَالتَّنَزُّهِ عَنِ الْعَبَثِ بِخِلَافِ سِيَاقِ بَرَاءَةٍ وَالنَّمْلِ فَإِنَّهُ لِلْقَهْرِ وَالْجَبَرُوتِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=116الْكَرِيمِ أَيِ الَّذِي تَنْزِلُ مِنْهُ الْخَيْرَاتُ الْحَاصِلَةُ لِلْعِبَادِ، مَعَ شَرَفِ جَوْهَرِهِ، وَعَلَى رُتْبَتِهِ، وَمَدْحِهِ أَبْلَغَ مَدْحٍ لِصَاحِبِهِ، وَالْكَرِيمُ مِنْ سَتَرَ مَسَاوِئَ الْأَخْلَاقِ بِإِظْهَارِ مَعَالِيهَا وَتَنَزَّهَ عَنْ كُلِّ دَنَاءَةٍ; قَالَ
الْقَزَّازُ : وَأَصْلُ الْكَرَمِ فِي اللُّغَةِ الْفَضْلُ وَالرِّفْعَةُ.