ولما بين لهم بإقامة الدليل على كذب الخائضين في هذا الكلام أنهم استحقوا الملام، وكان ذلك مرغبا لأهل التقوى، بين أنهم استحقوا بالتقصير في الإنكار عموم الانتقام في سياق مبشر بالعفو، فقال عاطفا على ولولا الماضية: ولولا فضل الله أي المحيط بصفات الكمال عليكم ورحمته أي معاملته لكم بمزيد الإنعام، الناظر إلى الفضل والإكرام، اللازم للرحمة في الدنيا بقبول التوبة والمعاملة بالحلم والآخرة بالعفو عمن يريد أن يعفو عنه منكم لمسكم أي عاجلا عموما في ما أفضتم أي اندفعتم على أي وجه كان فيه بعضكم حقيقة، وبعضكم مجازا بعدم الإنكار عذاب عظيم أي [ ص: 231 ] يحتقر معه اللوم والجلد، بأن يهلك فيتصل به عذاب الآخرة.