ثم بين لهم حالهم عند بعض ما طلبوا فقال: يوم وناصبه ما دل عليه "لا بشرى" يرون الملائكة أي يوم القيامة أو قبله في الغزوات أو عند الاحتضار لا بشرى أي من البشر أصلا يومئذ للمجرمين أي لأحد ممن قطع ما أمر الله [ ص: 370 ] به أن يوصل، ولبيان ذلك أظهر موضع الإضمار ويقولون أي في ذلك الوقت: حجرا محجورا أي نطلب منعا منكم ممنوعا، أي مبالغا في مانعيته، ويجوز أن يراد بالمفعول الفاعل، والمعنى واحد في أنهم يريدون أن يكون بينهم وبين الملائكة مانع عظيم يمنعهم منهم; قال : وهذا عوذة أبو عبيدة العرب ، يقوله من خاف آخر في الحرم أو في شهر حرام إذا لقيه وبينهما ترة وقال : يريد البراءة من الأمر ويبعد عن نفسه أمرا، فكأنه قال: أحرم ذلك حراما محرما، ومثل ذلك أن يقول الرجل للرجل: أتفعل كذا وكذا؟ فيقول: حجرا أي سترا وبراءة من هذا، فهذا ينتصب على إضمار الفعل. سيبويه
وعبر بالمضارع إشارة إلى دوام تجديدهم لهذا القول بعد مفاجأتهم به حال رؤيتهم لهم لعظيم روعتهم منهم، بخلاف ما بعده فإنه عبر فيه بالماضي إشارة إلى أنه كائن لا محالة.