فمن ؛ أي: فتسبب عن ذلك أنه من افترى ؛ أي: تعمد؛ على الله ؛ أي: الملك الأعظم؛ الكذب ؛ أي: في أمر المطاعم؛ أو غيرها.
ولما كان المراد النهي عن إيقاع الكذب في أي زمن كان؛ لا عن إيقاعه في جميع الزمان الذي بعد نزول الآية؛ أثبت الجار؛ فقال: من بعد ذلك ؛ أي: البيان العظيم الظاهر جدا؛ فأولئك ؛ أي: الأباعد الأباغض؛ هم ؛ خاصة؛ [ ص: 4 ] لتعمدهم الكذب على من هو محيط بهم؛ ولا تخفى عليه خافية؛ الظالمون ؛ أي: المتناهو الظلم بالمشي على خلاف الدليل؛ فعل من يمشي في الظلام؛ فهو لا يضع شيئا في موضعه؛ وذلك بتعرضهم إلى أن يهتكهم التام العلم؛ ويعذبهم الشامل القدرة.