ولما كان التقدير: "فما فعلوا من خير فهو بعين الله - سبحانه وتعالى -؛ يشكره لهم"؛ عطف عليه قوله: وما يفعلوا ؛ أي: أنتم؛ من خير ؛ من إنفاق؛ أو غيره؛ فلن يكفروه ؛ بل هو مشكور لكم؛ بسبب فعلكم؛ وبني للمجهول تأدبا معه - سبحانه وتعالى -؛ وليكون على طريق المتكبرين؛ وعطف على ما تقديره: "فإن الله عليم بكل ما يفعله الفاعلون"؛ قوله: والله ؛ أي: المحيط بكل شيء؛ عليم بالمتقين ؛ من الفاعلين الذين كانت التقوى حاملة لهم [ ص: 34 ] على كل خير؛ فهو يثيبهم أعظم الثواب؛ وبغيرهم فهو يعاقبهم بما يريد من العقاب؛ هذا على قراءة الخطاب؛ وأما على قراءة الغيبة فأمرها واضح في نظمها بما قلته.