[ ص: 134 ] سورة حم السجدة وتسمى فصلت
مقصودها الإعلام بأن العلم إنما هو ما اختاره المحيط بكل شيء قدرة وعلما من علمه لعباده فشرعه، لهم، فجاءتهم به عنه رسله، وذلك العلم هو الحامل على الإيمان بالله والاستقامة على طاعته المقترن بهما - كما تقدم في الزمر في قوله: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون فتكون عاقبته الكشف الكلي حين يكون سبحانه سمع العالم الذي يسمع به، "وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" - إلى آخر الحديث القدسي الذي معناه أنه يوفقه سبحانه فلا يفعل إلا ما يرضيه، وعلى ذلك دل اسمها "فصلت" بالإشارة إلى [ما] في الآية المذكورة فيها هذه الكلمة من الكتاب المفصل لقوم يعلمون.
والسجدة بالإشارة إلى ما في آيتها من الطاعة له بالسجود الذي هو أقرب مقرب من الملك الديان، والتسبيح الذي هو المدخل الأول للإيمان .