ولما أخبر أنها للمحسنين إلى الغير؛ ومن قاربهم؛ أخبر أنها لمن دونهم في الرتبة؛ من التائبين المحسنين إلى أنفسهم؛ استجلابا لمن رجع عن "أحد"؛ من المنافقين؛ ولغيرهم من العاصين؛ فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=19718_19721_20025_29694_30479_30527_30538_32064_34139_34298_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135والذين إذا فعلوا ؛ أي: باشروا عن علم؛ أو جهل فعله؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فاحشة ؛ أي: من السيئات الكبار؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135أو ظلموا أنفسهم ؛ أي: بأي نوع كان من الذنوب؛ لتصير الفاحشة موعودا بغفرانها بالخصوص؛ وبالعموم؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ذكروا الله ؛ أي: بما له من كمال العظمة؛ فاستحيوه؛ وخافوه؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فاستغفروا ؛ الله؛ أي: فطلبوا المغفرة بالتوبة؛ بشرطها؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135لذنوبهم ؛ أي: فإنه يغفر لهم؛
[ ص: 75 ] لأنه غفار لمن تاب.
ولما كان هذا مفهما لأنه (تعالى) يغفر كل ذنب؛ أتبعه تحقيق ذلك؛ ونفى القدرة عليه عن غيره؛ لأن المخلوق لا يمضي غفرانه لذنب إلا إذا كان مما شرع الله غفرانه؛ فكان لا غافر في الحقيقة إلا الله؛ قال - مرغبا في الإقبال عليه؛ بالاعتراض بين المتعاطفين -:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ومن يغفر الذنوب ؛ أي: يمحو آثارها؛ حتى لا تذكر؛ ولا يجازى عليها؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135إلا الله ؛ أي: الملك الأعلى؛ ولما كان - سبحانه وتعالى - قد تفضل برفع القلم عن الغافل؛ قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ؛ أي: أنهم على ذنب.
وَلَمَّا أَخْبَرَ أَنَّهَا لِلْمُحْسِنِينَ إِلَى الْغَيْرِ؛ وَمَنْ قَارَبَهُمْ؛ أَخْبَرَ أَنَّهَا لِمَنْ دُونَهُمْ فِي الرُّتْبَةِ؛ مِنَ التَّائِبِينَ الْمُحْسِنِينَ إِلَى أَنْفُسِهِمُ؛ اسْتِجْلَابًا لِمَنْ رَجَعَ عَنْ "أُحُدٍ"؛ مِنَ الْمُنَافِقِينَ؛ وَلِغَيْرِهِمْ مِنَ الْعَاصِينَ؛ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=19718_19721_20025_29694_30479_30527_30538_32064_34139_34298_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا ؛ أَيْ: بَاشَرُوا عَنْ عِلْمٍ؛ أَوْ جَهْلِ فِعْلِهِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فَاحِشَةً ؛ أَيْ: مِنَ السَّيِّئَاتِ الْكِبَارِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ؛ أَيْ: بِأَيِّ نَوْعٍ كَانَ مِنَ الذُّنُوبِ؛ لِتَصِيرَ الْفَاحِشَةُ مَوْعُودًا بِغُفْرَانِهَا بِالْخُصُوصِ؛ وَبِالْعُمُومِ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135ذَكَرُوا اللَّهَ ؛ أَيْ: بِمَا لَهُ مِنْ كَمَالِ الْعَظَمَةِ؛ فَاسْتَحْيَوْهُ؛ وَخَافُوهُ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135فَاسْتَغْفَرُوا ؛ اللَّهَ؛ أَيْ: فَطَلَبُوا الْمَغْفِرَةَ بِالتَّوْبَةِ؛ بِشَرْطِهَا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135لِذُنُوبِهِمْ ؛ أَيْ: فَإِنَّهُ يَغْفِرُ لَهُمْ؛
[ ص: 75 ] لِأَنَّهُ غَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا مُفْهِمًا لِأَنَّهُ (تَعَالَى) يَغْفِرُ كُلَّ ذَنْبٍ؛ أَتْبَعَهُ تَحْقِيقَ ذَلِكَ؛ وَنَفَى الْقُدْرَةَ عَلَيْهِ عَنْ غَيْرِهِ؛ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَمْضِي غُفْرَانُهُ لِذَنْبٍ إِلَّا إِذَا كَانَ مِمَّا شَرَعَ اللَّهُ غُفْرَانَهُ؛ فَكَانَ لَا غَافِرَ فِي الْحَقِيقَةِ إِلَّا اللَّهُ؛ قَالَ - مُرَغِّبًا فِي الْإِقْبَالِ عَلَيْهِ؛ بِالِاعْتِرَاضِ بَيْنَ الْمُتَعَاطِفَيْنِ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ ؛ أَيْ: يَمْحُو آثَارَهَا؛ حَتَّى لَا تُذْكَرَ؛ وَلَا يُجَازَى عَلَيْهَا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135إِلا اللَّهُ ؛ أَيْ: الْمَلِكُ الْأَعْلَى؛ وَلَمَّا كَانَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - قَدْ تَفَضَّلَ بِرَفْعِ الْقَلَمِ عَنِ الْغَافِلِ؛ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=135وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ؛ أَيْ: أَنَّهُمْ عَلَى ذَنْبٍ.