ولما كان ذلك مهلكا، رحم المخاطبين بتعظيمه لينجوا [أنفسهم] بالكف عنه فقال: كبر فقصد به التعجيب وهو تعظيم الأمر في قلوب السامعين لأن التعجب لا يكون إلا في أمر خارج عن نظائره وأشكاله، وفسر ما قصد منه للدلالة على خلوصه في المقت بقوله: مقتا أي عظما جدا وما أعظمه من بغض هو أشد البغض، وزاد في تبشيعه زيادة في التنفير منه بقوله: عند الله أي الملك الأعظم الذي يحقر عنده كل متعاظم. ولما أبلغ في تبشيعه تشوفت النفس إلى المسند إليه ذلك قال: أن تقولوا أي عظم من تلك الجهة [ ص: 7 ] أن يقع في وقت من الأوقات أو حال من الأحوال قولكم ما لا تفعلون وقال القشيري: [ويقال]: لم يتوعد الله على زلة بمثل ما توعد على هذا - انتهى. وكل ما ذكروه في سببها صالح للسببية قول بعضهم لو ندري أحب الأعمال إلى الله لاجتهدنا فيه ثم ولوا يوم أحد، وتوانى بعضهم في الجهاد، وكون رضي الله عنه قتل يوم صهيب بدر رجلا آذى المسلمين وأنكى فيهم وادعى غيره أنه قتله فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وعبد الرحمن بن عوف لصهيب [رضي الله عنهم]: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك قتلته، فقال رضي الله عنه: إنما قتلته لله ولرسوله، فأخبر صهيب عمر وعبد الرحمن رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أكذلك أبا يحيى، فقال: نعم يا رسول الله والتزام المنافقين أحكام الإسلام، وتخلفهم إخلافا في الأمور العظام، وكذا قصة رضي الله عنه. حاطب