[ ص: 73 ] سورة المنافقون
مقصودها كمال التحذير مما يثلم الإيمان من الأعمال الباطنة، [والترهيب] مما يقدح في الإسلام من الأحوال الظاهرة، بمخالفة الفعل للقول فإنه نفاق في الجملة فيوشك يجر إلى كمال النفاق فيخرج من الدين ويدخل الهاوية، ليكون هذا التحذير سببا في صدق الأقوال ثم صدق الأعمال ثم صدق الأخلاق ثم صدق الأحوال ثم قف الأنفاس، فصدق القول [أن] لا يقول القائل إلا عن برهان، وصدق العمل أن لا يكون للبدعة عليه سلطان، وصدق الأخلاق أن لا يلاحظ ما يبدو منه من الإحسان بعد المبالغة فيه بعين النقصان، وصدق الأحوال أن يكون على كشف وبيان وصدق الأنفاس أن لا يتنفس إلا عن وجود كالعيان، وتسميتها بالمنافقين واضحة في ذلك "بسم الله" الذي له الإحاطة العظمى علما وقدرة فمن زاغ أراده "الرحمن" الذي ستر بعموم رحمته من أراد من عباده وفضح من [ ص: 74 ] شاء وإن دقق مكره وأخفاه "الرحيم" الذي وفق أهل وده بإتمام نعمته لما يحبه ويرضاه.