ولما تقدم [ أن -] فائدة الذكر النقل من خلق إلى خلق، وكان من المعلوم أن تحويل جبل من مكانه أيسر من تحويل شخص عن خلقه وشأنه، وتقدم أن أجر المجاهدة في ذلك الجنات الموصوفة، وكان ذلك يحتاج إلى قدرة تامة، دل على قدرته سبحانه عليه بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_32433_33679_34091_29036nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الله أي
nindex.php?page=treesubj&link=29625الذي له جميع صفات الكمال التي القدرة الشاملة
[ ص: 172 ] إحداها، [ ثم -] أخبر عنه بما يدل على ذلك لأن الصنعة تدل على الصانع وعلى ما له من الصفات فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الذي خلق أي أوجد وحده من العدم بقدرته على وفق ما دبر بعلمه على هذا المنوال البديع القريب
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12سبع سماوات أي وإنهم يشاهدون عظمة ذلك ويشهدون أنه لا يقدر عليه إلا تام العلم كامل القدرة، ثم زاد على ذلك ما أنتم أعرف به فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12ومن الأرض مثلهن أي سبعا كما دل عليه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين
nindex.php?page=hadith&LINKID=689528 "من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه من سبع أرضين" [ ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652274خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين -]، وقد تقدم في سورة السجدة ما ينفع في ذلك، وظاهره يدل على أنها كما هي مثلها في العدد فهي مثلها في الكرية وإحاطة كل واحدة منها بالتي تحتها، وأن التي نحن عليها هي السابعة العليا كالسماء السابعة التي سقفها الكرسي لأن ذلك أدل على [ ما -] السياق له من تمام العلم وشمول القدرة في الاستدلال عليه [ بقوله-] :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12يتنـزل أي بالتدريج
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الأمر [ أي -] الذي يجود به الرحمن من التدبير من
[ ص: 173 ] أمر الدين والتكوين من العرش والكرسي
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12بينهن بالوحي من السماء السابعة العليا إلى الأرض السابعة السفلى وأنتم ترونهن بلا فروج فأنفذ بينهن حتى نفذ فيهن، [و-] ذلك - والله أعلم - هو ما يريد من عظيم تدبيره بإنزال الكتب وإرسال الرسل وإثبات شريعة ومحو أخرى وتوجيه الأسباب إلى المسببات من المطر والنبات والليل والنهار والفصول وخلق الحيوانات والمعادن وسائر النباتات، وترديد الملائكة بسائر المصنوعات، هذا ما دل عليه ظواهر الكتاب والسنة، وأولها بعضهم بأنها سبعة أقاليم، وهو مردود بعد القاعدة في أن التأويل بغير دليل لعب بما يأتي من صريح الحديث النبوي والكلام الضابط فيما يؤول وما لا يؤول أن النقليات أربعة أقسام: قطعي السند والدلالة، ظنيهما، ظني السند قطعي الدلالة، عكسه: قطعي السند ظني الدلالة، فالأول يجب اعتقاد ظاهره، ومن خالفه كفر، والبقية يجب اعتقاد ظواهرها ما لم تعارض، فإن عورضت بقطعي وجب العدول عن الظاهر إجماعا، فمن اعتقده كفر، ثم للناس بعد ذلك مذهبان: أما السلف فيفوضون المراد إلى الله تعالى، وأما الخلف فإن كان لذلك محمل واحد عينوه، وإن كان ثم محامل سردوها ولم يعينوا شيئا منها مع اعترافهم بأنهم ليسوا على قطع من أن المراد شيء مما ذكروه، وإنما هو شيء يليق بالمقام والعلم عند الله وبأن طريق السلف أقرب وأسلم وبأنه
[ ص: 174 ] ما حملهم على التأويل إلا انتشار المبتدعين وإشهارهم بدعتهم بين الناس، قال الإمام
علاء الدين القونوي رحمه الله تعالى في باب السير من شرحه الحاوي: قال الإمام - يعني إمام الحرمين: ولو بقي الناس على ما كانوا عليه من صفوة الإسلام لما أوجبنا
nindex.php?page=treesubj&link=29615التشاغل بعلم الكلام بل ربما نهينا عنه، وأما الآن وقد ثارت البدع فلا سبيل إلى تركها تلتطم أمواجها فلا بد من إعداد ما يدعى به إلى المسلك الحق وتحل به الشبه، فصار الاشتغال بأدلة المعقول وحل الشبه من فروض الكفايات، ومن استراب في أصل من أصول الاعتقاد فعليه السعي في إزاحته إلى أن يستقيم عقده - انتهى.
ثم إنك تجد العلماء يختلفون في بعض الأدلة فبعضهم يجريها على الظاهر وبعضهم يؤول، وذلك للاختلاف في المعارض هل هو قطعي الدلالة [ أم لا-] ، وهذا الموضع منه، لإن ظواهر الكتاب [ والسنة -] تدل على أن الأرضين مثل السماوات في العدد في أن بينهما خلاء، و[ في -] أن في كل واحدة مخلوقات لا يعلمها إلا الله، بل بعض الأخبار يكاد يقطع به في ذلك، ولكنه لم يخرج عن أن يكون ظنيا فأكثر العلماء ومحققوهم على أن المعارض - وهو ما قاله
[ ص: 175 ] أهل علم الهيئة من الأدلة على كونها واحدة - ليس بقطعي، فأولوا كونها سبعة بالأقاليم السبعة، وقد رأيت في التعدد [ حقيقة -] حديثا صريحا لكن لا أدري حاله، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12982ابن برجان في اسمه تعالى الملك من شرحه للأسماء الحسنى قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أتدرون ما تحت هذه الأرض، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: [ ماء-] ، أتدرون ما تحت ذلك، قالوا: الله ورسوله أعلم، [ قال هواء، أتدرون ما تحت ذلك: قالوا الله ورسوله أعلم، قال: أرض، أتدرون ما تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم -] - حتى عد سبع أرضين"
ثم رأيته في
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن أبي رزين
nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي ولفظه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665590 "هل تدرون ما الذي تحتكم، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إنها الأرض، ثم قال: هل تدرون ما تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن تحتها أرضا أخرى بينهما خمسمائة سنة - حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة" ثم رأيت في الفردوس عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما بين السماء إلى السماء [ مسيرة -] خمسمائة عام، وعرض كل سماء وثخانة كل سماء خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة وبين الكرسي [ ص: 176 ] والعرش مثل ذلك، وما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، والأرضون وعرضهن وثخانتهن مثل ذلك" .
ولما ذكر سبحانه الصنعة تنبيها على التفكر فيها والاعتبار بها، ذكر أن ثمرتها العلم بصفاته بعد العجز عن إحاطة العلم عقب ذاته تعالى [ فقال-] :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12لتعلموا أي بهذا العالم الذي أوجده بتسوية كل واحد من القبيلين سبعا كل واحدة بينها وبين الأخرى مسافة بعيدة مع الكثافة الزائدة وأنتم تعلمون أنه لا يفصل [ الجسم -] ولا سيما الكثيف عن آخر مثله إلا فاصل قاهر بقوة باهرة وقدرة ظاهرة وعلم شامل لما يحتاج إليه ذلك، فكيف إذا كان على هذا المنهاج البديع والوجه المنيع على مر الدهور والأحقاب وتعاقب الشهور والأعوام على حساب معلوم ونظام منظوم، لا يدركه إلا أعلى الناس حسابا وأعظمهم صوابا، مع المنافع التي تفضل عن سكانها، والمرافق التي تنزه الخالق بآثارها وأعيانها، وتوقظ الغافل وتنبه الجاهل وتدمغ المعاند ببرهانها، فإنه لا يسع أحدا المنازعة في خلقه لها، ومن خلقها قدر على تدبيرها
[ ص: 177 ] على الوجه المذكور، ومن كان كذلك كان منزها عن الشريك قطعا، ومن كان كذلك قدر على كل شيء فلذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12أن الله أي الملك الأعلى الذي له الإحاطة كلها
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12على كل شيء أي من غير هذا العالم ممكن أن يدخل تحت المشيئة فإنه بمعنى مفعول من عالم آخر مثل هذا العالم، وأبدع منه وأبدع من ذلك الإبداع إلى ما لا نهاية له بالاستدلال بهذا العالم، فإن من قدر على إيجاد ذرة من العدم قدر على إيجاد ما هو دونها ومثلها وفوقها إلى ما لا نهاية له لأنه [ لا -] فرق في ذلك بين قليل ولا كثير جليل أو حقير
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وإياك أن تلتفت إلى من قال: [ إنه -] ليس في الإمكان أبدع من هذا العالم، فإنه مذهب فلسفي خبيث، والآية نص على إبطاله وإن نسبه بعض الملحدين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي فإني لا أشك أنه مدسوس عليه فإنه مذهب فلسفي خبيث بشهادة
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي كما بينت ذلك في كتابي "تهديم الأركان على من قال ليس في الإمكان أبدع مما كان" وكتابي [ "دلالة البرهان على أن في الإمكان أبدع مما كان" وكتابي -] "إطباق الأغلال في أعناق الضلال" ومع كونه مذهب
[ ص: 178 ] الفلاسفة أخذه أكفر المارقين
ابن عربي وأودعه فصوصه وغير ذلك من كتبه واستند [ فيه -] في بعضها إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي إتقانا لمكره - أعاذنا الله من شره، والغزالي بريء منه بشهادة ما وجد من عقائده في الإحياء وغيره
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12قدير أي بالغ القدرة.
ولما كانت إحاطة العلم دالة على تمام القدرة وإليهما يرجع جميع الأسماء والصفات قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12قد أحاط لتمام قدرته
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12بكل شيء مطلقا، ولما أسند الإحاطة إليه سبحانه تعظيما لها، بين جهتها بتمييز محول عن الفاعل فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12علما فله الخبرة التامة بما يأمر به من الأحكام في العلم بمصالحه ومفاسده فعاملوه معاملة من يعلم إحاطة علمه فيعلم أنه رقيب عليه فإذا طلقتم فافعلوا ما أمركم به لتسلموا في الدين وتسعدوا في الآخرة والأولى، ودبروا في جميع أموركم مثل ما دبر به أمركم في تربيتكم ومسكنكم أرضه وسقفه فإنه جعل فيه جميع ما تحتاجونه وبسطه نواله على من يرضيه ومن يسخطه ونشر حلمه وفضله وأخر بأسه وعدله فقد عائق آخرها أولها وبين مجملها ومفصلها والله يعلم بذات الصدور.
وَلَمْا تُقَدَّمْ [ أَنْ -] فَائِدَةَ الذِّكْرِ النَّقْلُ مِنْ خَلْقٍ إِلَى خَلْقٍ، وَكَانَ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ تَحْوِيلَ جَبَلٍ مِنْ مَكَانِهِ أَيْسَرُ مِنْ تَحْوِيلِ شَخْصٍ عَنْ خَلْقِهِ وَشَأْنِهِ، وَتَقَدَّمَ أَنَّ أَجْرَ الْمُجَاهَدَةِ فِي ذَلِكَ الْجَنَّاتُ الْمَوْصُوفَةُ، وَكَانَ ذَلِكَ يَحْتَاجُ إِلَى قُدْرَةٍ تَامَّةٍ، دَلَّ عَلَى قُدْرَتِهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_32433_33679_34091_29036nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12اللَّهُ أَيِ
nindex.php?page=treesubj&link=29625الَّذِي لَهُ جَمِيعُ صِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي الْقُدْرَةُ الشَّامِلَةُ
[ ص: 172 ] إِحْدَاهَا، [ ثُمَّ -] أَخْبَرَ عَنْهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّنْعَةَ تَدُلُّ عَلَى الصَّانِعِ وَعَلَى مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الَّذِي خَلَقَ أَيْ أَوَجَدَ وَحْدَهُ مِنَ الْعَدَمِ بِقُدْرَتِهِ عَلَى وَفْقِ مَا دَبَّرَ بِعِلْمِهِ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ الْبَدِيعِ الْقَرِيبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12سَبْعَ سَمَاوَاتٍ أَيْ وَإِنَّهُمْ يُشَاهِدُونَ عَظَمَةَ ذَلِكَ وَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا تَامُّ الْعِلْمِ كَامِلُ الْقُدْرَةِ، ثُمَّ زَادَ عَلَى ذَلِكَ مَا أَنْتُمْ أَعْرَفُ بِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أَيْ سَبْعًا كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=85سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=689528 "مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ طَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ" [ وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652274خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرْضِينَ -]، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ مَا يَنْفَعُ فِي ذَلِكَ، وَظَاهَرَهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا كَمَا هِيَ مِثْلُهَا فِي الْعَدَدِ فَهِيَ مِثْلُهَا فِي الْكُرَيَّةِ وَإِحَاطَةِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا بَالَّتِي تَحْتَهَا، وَأَنَّ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا هِيَ السَّابِعَةُ الْعُلْيَا كَالسَّمَاءِ السَّابِعَةِ الَّتِي سَقْفُهَا الْكُرْسِيُّ لِأَنَّ ذَلِكَ أَدُلُّ عَلَى [ مَا -] السِّيَاقُ لَهُ مِنْ تَمَامِ الْعِلْمِ وَشُمُولِ الْقُدْرَةِ فِي الِاسْتِدْلَالِ عَلَيْهِ [ بِقَوْلِهِ-] :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12يَتَنَـزَّلُ أَيْ بِالتَّدْرِيجِ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12الأَمْرُ [ أَيِ -] الَّذِي يَجُودُ بِهِ الرَّحْمَنُ مِنَ التَّدْبِيرِ مِنْ
[ ص: 173 ] أَمْرِ الدِّينِ وَالتَّكْوِينِ مِنَ الْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12بَيْنَهُنَّ بِالْوَحْيِ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى وَأَنْتُمْ تَرَوْنَهُنَّ بِلَا فُرُوجٍ فَأَنْفُذُ بَيْنَهُنَّ حَتَّى نَفَذَ فِيهِنَّ، [وَ-] ذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - هُوَ مَا يُرِيدُ مِنْ عَظِيمِ تَدْبِيرِهِ بِإِنْزَالِ الْكُتُبِ وَإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِثْبَاتِ شَرِيعَةٍ وَمَحْوِ أُخْرَى وَتَوْجِيهِ الْأَسْبَابِ إِلَى الْمُسَبِّبَاتِ مِنَ الْمَطَرِ وَالنَّبَاتِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُصُولِ وَخَلْقِ الْحَيَوَانَاتِ وَالْمَعَادِنِ وَسَائِرِ النَّبَاتَاتِ، وَتَرْدِيدِ الْمَلَائِكَةِ بِسَائِرِ الْمَصْنُوعَاتِ، هَذَا مَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَوَاهِرُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَأَوَّلَهَا بَعْضُهُمْ بِأَنَّهَا سَبْعَةُ أَقَالِيمَ، وَهُوَ مَرْدُودٌ بَعْدَ الْقَاعِدَةِ فِي أَنَّ التَّأْوِيلَ بِغَيْرِ دَلِيلِ لِعْبٍ بِمَا يَأْتِي مِنْ صَرِيحِ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ وَالْكَلَامِ الضَّابِطِ فِيمَا يُؤَوَّلُ وَمَا لَا يُؤَوَّلُ أَنَّ النَّقْلِيَّاتِ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ: قَطْعِيُّ السَّنَدِ وَالدَّلَالَةِ، ظَنِّيُّهُمَا، ظَنِّيُّ السَّنَدِ قَطْعِيُّ الدَّلَالَةِ، عَكْسُهُ: قَطِّعِيُّ السَّنَدِ ظَنِّيُّ الدَّلَالَةِ، فَالْأَوَّلُ يَجِبُ اعْتِقَادُ ظَاهِرِهِ، وَمَنْ خَالَفَهُ كَفَرَ، وَالْبَقِيَّةُ يَجِبُ اعْتِقَادُ ظَوَاهِرِهَا مَا لَمْ تُعَارِضْ، فَإِنْ عُورِضَتْ بِقَطْعِيٍّ وَجَبَ الْعُدُولُ عَنِ الظَّاهِرِ إِجْمَاعًا، فَمَنِ اعْتَقَدَهُ كَفَرَ، ثُمَّ لِلنَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ مَذْهَبَانِ: أَمَّا السَّلَفُ فَيُفَوِّضُونَ الْمُرَادَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَمَّا الْخَلَفُ فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ مُحَمَلٌ وَاحِدٌ عَيِّنُوهُ، وَإِنْ كَانَ ثَمَّ مَحَامِلَ سَرَدُوهَا وَلَمْ يُعَيِّنُوا شَيْئًا مِنْهَا مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى قَطْعٍ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرُوهُ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يَلِيقُ بِالْمَقَامِ وَالْعِلْمِ عِنْدَ اللَّهِ وَبِأَنَّ طَرِيقَ السَّلَفِ أَقْرَبُ وَأَسْلَمُ وَبِأَنَّهُ
[ ص: 174 ] مَا حَمَلَهُمْ عَلَى التَّأْوِيلِ إِلَّا انْتِشَارُ الْمُبْتَدِعِينَ وَإِشْهَارُهُمْ بِدَعَتِهِمْ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ الْإِمَامُ
عَلَاءُ الدِّينِ الْقَوْنُويُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ السِّيَرِ مِنْ شَرْحِهِ الْحَاوِي: قَالَ الْإِمَامُ - يَعْنِي إِمَامَ الْحَرَمَيْنِ: وَلَوْ بَقِيَ النَّاسُ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ صَفْوَةِ الْإِسْلَامِ لَمَا أَوْجَبْنَا
nindex.php?page=treesubj&link=29615التَّشَاغُلَ بِعِلْمِ الْكَلَامِ بَلْ رُبَّمَا نَهَيْنَا عَنْهُ، وَأَمَّا الْآنَ وَقَدْ ثَارَتِ الْبِدَعُ فَلَا سَبِيلَ إِلَى تَرْكِهَا تَلْتَطِمُ أَمْوَاجُهَا فَلَا بُدَّ مِنْ إِعْدَادِ مَا يُدْعَى بِهِ إِلَى الْمَسْلَكِ الْحَقِّ وَتَحِلُّ بِهِ الشُّبَهُ، فَصَارَ الِاشْتِغَالُ بِأَدِلَّةِ الْمَعْقُولِ وَحَلَّ الشُّبَهِ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ، وَمَنِ اسْتَرَابَ فِي أَصْلٍ مَنْ أَصُولِ الِاعْتِقَادِ فَعَلَيْهِ السَّعْيُ فِي إِزَاحَتِهِ إِلَى أَنْ يَسْتَقِيمَ عَقْدُهُ - انْتَهَى.
ثُمَّ إِنَّكَ تَجِدُ الْعُلَمَاءَ يَخْتَلِفُونَ فِي بَعْضِ الْأَدِلَّةِ فَبَعْضُهُمْ يُجْرِيهَا عَلَى الظَّاهِرِ وَبَعْضُهُمْ يُؤَوِّلُ، وَذَلِكَ لِلِاخْتِلَافِ فِي الْمَعَارِضِ هَلْ هُوَ قَطْعِيُّ الدَّلَالَةِ [ أَمْ لَا-] ، وَهَذَا الْمَوْضِعُ مِنْهُ، لَإِنَّ ظَوَاهِرَ الْكِتَابِ [ وَالسُّنَّةِ -] تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَرْضِينَ مِثْلُ السَّمَاوَاتِ فِي الْعَدَدِ فِي أَنَّ بَيْنَهُمَا خَلَاءٌ، وَ[ فِي -] أَنَّ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مَخْلُوقَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، بَلْ بَعْضُ الْأَخْبَارِ يَكَادُ يَقْطَعُ بِهِ فِي ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ عَنْ أَنْ يَكُونَ ظَنِّيًّا فَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ وَمُحَقِّقُوهُمْ عَلَى أَنَّ الْمُعَارِضَ - وَهُوَ مَا قَالَهُ
[ ص: 175 ] أَهْلُ عِلْمِ الْهَيْئَةِ مِنَ الْأَدِلَّةِ عَلَى كَوْنِهَا وَاحِدَةً - لَيْسَ بِقَطْعِيٍّ، فَأَوَّلُوا كَوْنَهَا سَبْعَةً بِالْأَقَالِيمِ السَّبْعَةِ، وَقَدْ رَأَيْتُ فِي التَّعَدُّدِ [ حَقِيقَةً -] حَدِيثًا صَرِيحًا لَكِنْ لَا أَدْرِي حَالَهُ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12982ابْنُ بُرْجَانَ فِي اسْمِهِ تَعَالَى الْمَلِكِ مِنْ شَرْحِهِ لِلْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَ هَذِهِ الْأَرْضِ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: [ مَاءٌ-] ، أَتُدْرُونَ مَا تَحْتَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، [ قَالَ هَوَاءٌ، أَتُدْرُونَ مَا تَحْتَ ذَلِكَ: قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَرْضٌ، أَتُدْرُونَ مَا تَحْتَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ -] - حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرْضِينَ"
ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي رَزِينٍ
nindex.php?page=showalam&ids=14798الْعُقَيْلِيِّ وَلَفْظُهُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665590 "هَلْ تَدْرُونَ مَا الَّذِي تَحْتَكُمْ، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إِنَّهَا الْأَرْضُ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا تَحْتَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إِنَّ تَحْتَهَا أَرْضًا أُخْرَى بَيْنَهُمَا خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ - حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرْضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضِينَ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ" ثُمَّ رَأَيْتُ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى السَّمَاءِ [ مَسِيرَةَ -] خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَعَرَضَ كُلَّ سَمَاءٍ وَثَخَانَةَ كُلِّ سَمَاءٍ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ [ ص: 176 ] وَالْعَرْشِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَالْأَرْضُونَ وَعَرْضُهُنَّ وَثَخَانَتُهُنَّ مِثْلُ ذَلِكَ" .
وَلَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ الصَّنْعَةَ تَنْبِيهًا عَلَى التَّفَكُّرِ فِيهَا وَالِاعْتِبَارِ بِهَا، ذَكَرَ أَنَّ ثَمَرَتَهَا الْعِلْمُ بِصِفَاتِهِ بَعْدَ الْعَجْزِ عَنْ إِحَاطَةِ الْعِلْمِ عَقِبَ ذَاتِهِ تَعَالَى [ فَقَالَ-] :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12لِتَعْلَمُوا أَيْ بِهَذَا الْعَالَمِ الَّذِي أَوْجَدَهُ بِتَسْوِيَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْقَبِيلَيْنِ سَبْعًا كُلُّ وَاحِدَةٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأُخْرَى مَسَافَةٌ بَعِيدَةٌ مَعَ الْكَثَافَةِ الزَّائِدَةِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا يُفَصَّلُ [ الْجِسْمُ -] وَلَا سِيَّمَا الْكَثِيفُ عَنْ آخَرَ مِثْلَهُ إِلَّا فَاصَلٌ قَاهِرٌ بِقُوَّةٍ بَاهِرَةٍ وَقُدْرَةٍ ظَاهِرَةٍ وَعِلْمٍ شَامِلٍ لِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ذَلِكَ، فَكَيْفَ إِذَا كَانَ عَلَى هَذَا الْمِنْهَاجِ الْبَدِيعِ وَالْوَجْهِ الْمَنِيعِ عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَالْأَحْقَابِ وَتَعَاقُبِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ عَلَى حِسَابٍ مَعْلُومٍ وَنِظَامٍ مَنْظُومٍ، لَا يُدْرِكُهُ إِلَّا أَعْلَى النَّاسِ حِسَابًا وَأَعْظَمُهُمْ صَوَابًا، مَعَ الْمَنَافِعِ الَّتِي تُفَضَّلُ عَنْ سُكَّانِهَا، وَالْمَرَافِقُ الَّتِي تُنَزِّهُ الْخَالِقَ بِآثَارِهَا وَأَعْيَانِهَا، وَتُوقِظُ الْغَافِلَ وَتُنَبِّهُ الْجَاهِلَ وَتَدْمَغُ الْمُعَانِدَ بِبُرْهَانِهَا، فَإِنَّهُ لَا يَسْعُ أَحَدًا الْمُنَازَعَةُ فِي خَلْقِهِ لَهَا، وَمَنْ خَلَقَهَا قَدَرَ عَلَى تَدْبِيرِهَا
[ ص: 177 ] عَلَى الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ مُنَزَّهًا عَنِ الشَّرِيكِ قَطْعًا، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ قَدَرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَلِذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12أَنَّ اللَّهَ أَيِ الْمَلِكَ الْأَعْلَى الَّذِي لَهُ الْإِحَاطَةُ كُلُّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَيْ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْعَالَمِ مُمْكِنٌ أَنْ يَدْخُلَ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ فَإِنَّهُ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ عَالَمٍ آخَرَ مِثْلِ هَذَا الْعَالَمِ، وَأَبْدَعُ مِنْهُ وَأَبْدَعُ مِنْ ذَلِكَ الْإِبْدَاعِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ بِالِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا الْعَالَمِ، فَإِنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى إِيجَادِ ذَرَّةٍ مِنَ الْعَدَمِ قَدَرَ عَلَى إِيجَادِ مَا هُوَ دُونَهَا وَمِثْلُهَا وَفَوْقَهَا إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ لِأَنَّهُ [ لَا -] فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ جَلِيلٍ أَوْ حَقِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ وَإِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلَى مَنْ قَالَ: [ إِنَّهُ -] لَيْسَ فِي الْإِمْكَانِ أَبْدَعُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ فَلْسَفِيٌّ خَبِيثٌ، وَالْآيَةُ نَصٌّ عَلَى إِبْطَالِهِ وَإِنْ نَسَبَهُ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْغَزَالِيِّ فَإِنِّي لَا أَشُكُّ أَنَّهُ مَدْسُوسٌ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَذْهَبٌ فَلْسَفِيٌّ خَبِيثٌ بِشَهَادَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْغَزَالِيِّ كَمَا بَيَّنْتُ ذَلِكَ فِي كِتَابِي "تَهْدِيمُ الْأَرْكَانِ عَلَى مَنْ قَالَ لَيْسَ فِي الْإِمْكَانِ أَبْدَعُ مِمَّا كَانَ" وَكِتَابِي [ "دَلَالَةُ الْبُرْهَانِ عَلَى أَنَّ فِي الْإِمْكَانِ أَبْدَعُ مِمَّا كَانَ" وَكِتَابِي -] "إِطْبَاقُ الْأَغْلَالِ فِي أَعْنَاقِ الضَّلَالِ" وَمَعَ كَوْنِهِ مَذْهَبُ
[ ص: 178 ] الْفَلَاسِفَةِ أَخَذَهُ أَكْفَرُ الْمَارِقِينَ
ابْنُ عَرَبِيٍّ وَأَوْدَعَهُ فُصُوصَهُ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِهِ وَاسْتَنَدَ [ فِيهِ -] فِي بَعْضِهَا إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14847الْغَزَالِيِّ إِتْقَانًا لِمَكْرِهِ - أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ شَرِّهِ، وَالْغَزَالِيُّ بَرِيءٌ مِنْهُ بِشَهَادَةِ مَا وَجَدَ مِنْ عَقَائِدِهِ فِي الْإِحْيَاءِ وَغَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12قَدِيرٌ أَيْ بَالِغُ الْقُدْرَةِ.
وَلَمَّا كَانَتْ إِحَاطَةُ الْعِلْمِ دَالَّةً عَلَى تَمَامِ الْقُدْرَةِ وَإِلَيْهِمَا يَرْجِعُ جَمِيعُ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12قَدْ أَحَاطَ لِتَمَامِ قُدْرَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12بِكُلِّ شَيْءٍ مُطْلَقًا، وَلَمَّا أَسْنَدَ الْإِحَاطَةَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ تَعْظِيمًا لَهَا، بَيْنَ جِهَتِهَا بِتَمْيِيزٍ مُحَوِّلٍ عَنِ الْفَاعِلِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=12عِلْمًا فَلَهُ الْخِبْرَةُ التَّامَّةُ بِمَا يَأْمُرُ بِهِ مِنَ الْأَحْكَامِ فِي الْعِلْمِ بِمَصَالِحِهِ وَمَفَاسِدِهِ فَعَامَلُوهُ مُعَامَلَةَ مَنْ يَعْلَمُ إِحَاطَةَ عِلْمِهِ فَيَعْلَمُ أَنَّهُ رَقِيبٌ عَلَيْهِ فَإِذَا طَلَّقْتُمْ فَافْعَلُوا مَا أَمَرَكُمْ بِهِ لِتُسْلِمُوا فِي الدِّينِ وَتَسْعَدُوا فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَدَبِّرُوا فِي جَمِيعِ أُمُورِكُمْ مِثْلَ مَا دَبَّرَ بِهِ أَمْرَكُمْ فِي تَرْبِيَتِكُمْ وَمَسْكَنِكُمْ أَرْضَهُ وَسَقْفَهُ فَإِنَّهُ جَعَلَ فِيهِ جَمِيعَ مَا تَحْتَاجُونَهُ وَبَسَطَهُ نَوَالَهُ عَلَى مَنْ يُرْضِيهِ وَمَنْ يُسْخِطُهُ وَنَشَرَ حِلْمَهُ وَفَضْلَهُ وَأَخَّرَ بَأْسَهُ وَعَدْلَهُ فَقَدَ عَائِقَ آخِرَهَا أَوَّلَهَا وَبَيْنَ مُجْمَلِهَا وَمُفَصِّلِهَا وَاللَّهُ يَعْلَمُ بِذَاتِ الصُّدُورِ.