ولما كان التقدير: "فكان الشيطان قرينهم؛ لكفره؛ بإعجابه؛ وكبره"; عطف عليه قوله: ومن يكن الشيطان ؛ أي: وهو عدوه؛ البعيد من كل خير؛ المحترق بكل ضير؛ له قرينا ؛ فإنه يحمله على كل شر؛ ويبعده عن كل خير; وإلى ذلك أشار بقوله: فساء قرينا
ولما كان التقدير: "فماذا لهم في الكفر؛ والإنفاق رياء؛ لمن لا ضر [ ص: 281 ] ولا نفع بيده؟"؛ عطف عليه قوله - تعنيفا لهم؛ وإنكارا عليهم -: وماذا عليهم ؛ أي: من حقير الأشياء؛ وجليلها؛ لو آمنوا بالله ؛ أي: الذي له كل كمال؛ وبيده كل شيء؛ واليوم الآخر ؛ الحامل على كل صلاح؛ وأنفقوا ؛ ولما وصفهم بإنفاق جميع أموالهم للعدو الحقير؛ أشار إلى شحهم فيما هو لله العلي الكبير؛ بشيء يسير يحصل لهم به خير كثير؛ فقال: مما رزقهم الله ؛ الذي له الغنى المطلق؛ والجود الباهر؛ ولما كان التقدير: "فقد كان الله عليهم - لما بذروا أموالهم - قديرا"؛ عطف عليه قوله: وكان الله ؛ أي: المحيط بصفات الكمال؛ بهم ؛ أي: في كلتا الحالتين؛ عليما ؛ أي: بليغ العلم؛ وللإعلام بعظمة العلم بهم قدم الجار المفيد للاختصاص؛ في غير هذا الموضع.