ولما تم تحذيره من اليوم الآخر؛ وما ذكره من إظهار العدل؛ [ ص: 283 ] واستقصائه فيه؛ كان سببا للسؤال عن حال المبكتين في هذه الآيات إذ ذاك؛ فقال: فكيف ؛ أي: يكون حالهم؛ وقد حملوا أمثال الجبال؛ من مساوي الأعمال؛ إذا جئنا ؛ على عظمتنا؛ من كل أمة بشهيد ؛ أي: يشهد عليهم؛ وجئنا بك ؛ وأنت أشرف خلقنا؛ على هؤلاء ؛ أي: الذين أرسلناك إليهم؛ وجعلناك شهيدا عليهم؛ شهيدا ؛ وفي التفسير من عن البخاري؛ عبد الله - رضي الله (تعالى) عنه - قال: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ؛ قال: "أمسك"؛ فإذا عيناه تذرفان. قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ علي"؛ قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري"؛ فقرأت عليه سورة "النساء"؛ حتى بلغت: