ولما كان كل من الفريقين يذوق جزاءه في الآخرة، وكان كل أحد سمع القرآن ذاق أنه لا يقدر على الإتيان بشيء يماثله ولا يدانيه، قال مؤكدا تنزيلا لهم في عداد الجاهلين: وإنه أي القرآن أو الجزاء في يوم الجزاء لحق اليقين أي الأمر الثابت الذي يذاق فيصير [ لا -] يقبل الشك فهو يقين مؤكد بالحق. من إضافة الصفة إلى الموصوف، [ و -] هو فوق علم اليقين، وفي ذلك إشارة إلى أن العبد ينبغي له أن يتحقق لذلك معرفة الحق فيكون مشاهدا للغيوب كمشاهدة المرئيات لما يشاهد من أمثالها، فأمر البعث يشاهد كل يوم في الليل والنهار وفي العام في النبات وغير ذلك.