تعرج الملائكة أي وهم أشد الخلق وأقدره على اختراق الطباق، والإسراع في النفوذ حتى يكونوا أعظم من لمح البرق الخفاق والروح أي جبريل عليه السلام، [ خصه -] تعظيما له، أو هو خلق هو أعظم [ من -] الملائكة، وقيل: روح العبد المؤمن إذا قبض إليه أي محل مناجاته ومنتهى ما يمكن من العلو لمخلوقاته، وعلق بالعروج أو بواقع قوله: في يوم أي من أيامكم، فيه آدميا خمسين ألف وبين المشقة في صعوده أو الكون فيه إن أريد القيامة بأن قال: سنة ولم يقل: عاما - مثلا، ويجوز أن يكون هذا اليوم ظرفا للعذاب فيكون المراد به يوم القيامة، وأن يكون طوله على الكافر باعتبار ما يلحقه من الغم لشدة المخاوف عليه لأنه ورد أنه يخفف على المؤمن [ ص: 392 ] حتى يكون بمقدار صلاة واحدة - انتهى.
وروي عن رضي الله عنهما أن المعنى [ أنه -] لو ولي الحساب غير الله لم يفرغ منه إلا في هذا المقدار، ويفرغ منه هو سبحانه في نصف يوم من أيام الدنيا، وقال ابن عباس مجاهد والحكم : هو عمر الدنيا من أولها إلى آخرها خمسون ألف سنة لا يدري أحدكم مضى وكم بقي إلا الله، وقد مضى في سورة " ألم السجدة " ما ينفع ههنا. وعكرمة