[ ص: 393 ] وقال الإمام
أبو جعفر ابن الزبير : لما انطوت سورة الحاقة على أشد [ وعيد -] وأعظمه أتبعت بجواب من استبطأ ذلك واستبعده إذ هو مما يلجأ إليه المعاند الممتحن، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع إلى قوله
nindex.php?page=treesubj&link=28760_29041nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إنهم يرونه بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7ونراه قريبا ثم ذكر حالهم إذ ذاك
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه الآية، ثم أتبع بأن ذلك لا يغني عنه [ ولا يفيده
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إنها لظى ثم ختمت السورة بتأكيد الوعيد -] وأشد التهديد
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فذرهم يخوضوا ويلعبوا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ذلك يوم الحاقة ويوم القارعة - انتهى.
ولما كان كونه تعالى، بما تقدم في العظمة، أمرا معلوما بما له من الآثار من هذا الكون [ وما -] فيه، وكان استبعادهم لما أخبر به أمرا واهيا ضعيفا سفسافا لا يكاد يصدق أن أحدا يحاول أن يرد به هذه الأمور التي هي في وضوحها كالشمس لا خفاء بها أصلا ولا لبس قال مؤكدا:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إنهم أي الكفار المكذبين المستعجلين
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6يرونه أي ذلك اليوم الطويل أو عذابه
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6بعيدا أي زمن وقوعه، لأنهم يرونه غير ممكن أو يفعلون أفعال من يستبعده
[ ص: 393 ] وَقَالَ الْإِمَامُ
أَبُو جَعْفَرِ ابْنُ الزُّبَيْرِ : لَمَّا انْطَوَتْ سُورَةُ الْحَاقَّةِ عَلَى أَشَدِّ [ وَعِيدٍ -] وَأَعْظَمَهُ أَتْبَعْتُ بِجَوَابِ مَنِ اسْتَبْطَأَ ذَلِكَ وَاسْتَبْعَدَهُ إِذْ هُوَ مِمَّا يَلْجَأُ إِلَيْهِ الْمُعَانِدُ الْمُمْتَحِنُ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28760_29041nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا ثُمَّ ذَكَرَ حَالَهُمْ إِذْ ذَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ الْآيَةُ، ثُمَّ أَتْبَعَ بِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُ [ وَلَا يُفِيدُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إِنَّهَا لَظَى ثُمَّ خُتِمَتِ السُّورَةَ بِتَأْكِيدِ الْوَعِيدِ -] وَأَشَدَّ التَّهْدِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ذَلِكَ يَوْمُ الْحَاقَّةِ وَيَوْمُ الْقَارِعَةِ - انْتَهَى.
وَلَمَّا كَانَ كَوْنُهُ تَعَالَى، بِمَا تَقَدَّمَ فِي الْعَظَمَةِ، أَمْرًا مَعْلُومًا بِمَا لَهُ مِنَ الْآثَارِ مِنْ هَذَا الْكَوْنِ [ وَمَا -] فِيهِ، وَكَانَ اسْتِبْعَادُهُمْ لِمَا أَخْبَرَ بِهِ أَمْرًا وَاهِيًا ضَعِيفًا سَفْسَافًا لَا يَكَادُ يُصَدَّقُ أَنَّ أَحَدًا يُحَاوِلُ أَنْ يَرُدَّ بِهِ هَذِهِ الْأُمُورَ الَّتِي هِيَ فِي وُضُوحِهَا كَالشَّمْسِ لَا خَفَاءَ بِهَا أَصْلًا وَلَا لَبْسَ قَالَ مُؤَكِّدًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ أَيِ الْكُفَّارُ الْمُكَذِّبِينَ الْمُسْتَعْجِلِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6يَرَوْنَهُ أَيْ ذَلِكَ الْيَوْمَ الطَّوِيلَ أَوْ عَذَابَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6بَعِيدًا أَيْ زَمَنَ وُقُوعِهِ، لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ غَيْرَ مُمْكِنٍ أَوْ يَفْعَلُونَ أَفْعَالَ مَنْ يَسْتَبْعِدُهُ