ولما كان التقدير: لأنه أوحى إلي أن الأمر على ما تتعارفونه بينكم من أن من خدم غير سيده عذبه أبدا، عطف عليه قوله مبينا لسيرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وما يجب لهم من الكمال الذي يكون بقوتي العلم والعمل، والتكميل الذي يكون بهما مع قوة البيان، ومن لم يكن كاملا لم يتصور منه تكميل ليكون له ولد قلب كما أن من لم [ يكن -] بالغا لم يتحقق منه ولد صلب، ومبينا لما يجوز عليهم وما يستحيل منهم وما لله تعالى من العناية بشأنهم:
nindex.php?page=treesubj&link=1926_28662_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وأن أي وأوحى إلي أن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18المساجد أي مواضع السجود من العالم الآفاقي من الأرض ومن العالم النفسي من الجسد - كما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وطلق بن حبيب
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18لله أي مختصة بالملك الأعظم
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18فلا تدعوا أي بسبب ذلك أيها المخلوقون على وجه العادة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18مع الله [ أي -] الذي له جميع العظمة
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18أحدا لأن من تعبد لغير سيده في ملك سيده الذي [ هو -] العالم الآفاقي وبآلة سيده الذي هو العالم النفسي كان أشد الناس لوما وعقوبة فكيف يليق بكم أن يخلق لكم وجها
[ ص: 490 ] ويدين ورجلين وأرضا تنتفعون بها وسماء تتم نفعها فتسجدون بالأعضاء التي أوجدها لكم في الأرض التي أمكنكم من الانتفاع بها تحت السماء التي أتم منافعها بها لغيره فتكونون قد صرفتم نعمة السيد التي يجب شكره عليها لغيره أيفعل هذا عاقل؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي : فإن جعلت المساجد مواضع الصلاة فواحدها بكسر الجيم، وإن جعلتها الأعضاء فواحدها بفتح الجيم.
وَلَمَّا كَانَ التَّقْدِيرُ: لِأَنَّهُ أَوْحَى إِلَيَّ أَنَّ الْأَمْرَ عَلَى مَا تَتَعَارَفُونَهُ بَيْنَكُمْ مِنْ أَنَّ مَنْ خَدَمَ غَيْرَ سَيِّدِهِ عَذَّبَهُ أَبَدًا، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ مُبَيِّنًا لِسِيرَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَا يَجِبُ لَهُمْ مِنَ الْكَمَالِ الَّذِي يَكُونُ بِقُوَّتَيِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَالتَّكْمِيلُ الَّذِي يَكُونُ بِهِمَا مَعَ قُوَّةِ الْبَيَانِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَامِلًا لَمْ يُتَصَوَّرْ مِنْهُ تَكْمِيلٌ لِيَكُونَ لَهُ وَلَدٌ قَلْبٌ كَمَا أَنَّ مَنْ لَمْ [ يَكُنْ -] بِالِغًا لَمْ يَتَحَقَّقْ مِنْهُ وَلَدٌ صُلْبٌ، وَمُبَيِّنًا لِمَا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ وَمَا يَسْتَحِيلُ مِنْهُمْ وَمَا لِلَّهِ تَعَالَى مِنَ الْعِنَايَةِ بِشَأْنِهِمْ:
nindex.php?page=treesubj&link=1926_28662_29043nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18وَأَنَّ أَيْ وَأَوْحَى إِلَيَّ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18الْمَسَاجِدَ أَيْ مَوَاضِعَ السُّجُودِ مِنَ الْعَالَمِ الْآفَاقِي مِنَ الْأَرْضِ وَمِنَ الْعَالِمِ النَّفْسِيِّ مِنَ الْجَسَدِ - كَمَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18لِلَّهِ أَيْ مُخْتَصَّةٌ بِالْمَلِكِ الْأَعْظَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18فَلا تَدْعُوا أَيْ بِسَبَبِ ذَلِكَ أَيُّهَا الْمَخْلُوقُونَ عَلَى وَجْهِ الْعَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18مَعَ اللَّهِ [ أَيِ -] الَّذِي لَهُ جَمِيعُ الْعَظَمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18أَحَدًا لِأَنَّ مَنْ تَعَبَّدَ لِغَيْرِ سَيِّدِهِ فِي مِلْكِ سَيِّدِهِ الَّذِي [ هُوَ -] الْعَالَمُ الْآفَاقِيُّ وَبِآلَةِ سَيِّدِهِ الَّذِي هُوَ الْعَالِمُ النَّفْسِيُّ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ لَوْمًا وَعُقُوبَةً فَكَيْفَ يَلِيقُ بِكُمْ أَنْ يَخْلُقَ لَكُمْ وَجْهًا
[ ص: 490 ] وَيَدِينَ وَرَجُلَيْنِ وَأَرْضًا تَنْتَفِعُونَ بِهَا وَسَمَاءٌ تَتِمُّ نَفْعُهَا فَتَسْجُدُونَ بِالْأَعْضَاءِ الَّتِي أَوْجَدَهَا لَكُمْ فِي الْأَرْضِ الَّتِي أَمْكَنَكُمْ مِنَ الِانْتِفَاعِ بِهَا تَحْتَ السَّمَاءِ الَّتِي أَتَمَّ مَنَافِعَهَا بِهَا لِغَيْرِهِ فَتَكُونُونَ قَدْ صَرَفْتُمْ نِعْمَةَ السَّيِّدِ الَّتِي يَجِبُ شُكْرُهُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ أَيَفْعَلُ هَذَا عَاقِلٌ؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الْبَغَوِيُّ : فَإِنْ جُعِلَتِ الْمَسَاجِدُ مَوَاضِعَ الصَّلَاةِ فَوَاحِدُهَا بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَإِنْ جَعَلْتَهَا الْأَعْضَاءَ فَوَاحِدُهَا بِفَتْحِ الْجِيمِ.