قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا nindex.php?page=treesubj&link=29043قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22قل إني لن يجيرني من الله أحد أي لا يدفع عذابه عني أحد إن استحفظته ; وهذا لأنهم قالوا اترك ما تدعو إليه ونحن نجيرك . وروى
أبو الجوزاء عن
ابن مسعود قال : انطلقت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن حتى أتى
الحجون فخط علي خطا ، ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه ، فقال سيد لهم يقال له
وردان : أنا أزحلهم عنك ; فقال : "
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22إني لن يجيرني من الله أحد " ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . قال : ويحتمل معنيين : أحدهما : لن يجيرني مع إجارة الله لي أحد . الثاني : لن يجيرني مما قدره الله تعالى علي أحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22ولن أجد من دونه ملتحدا أي ملتجأ ألجأ إليه ; قاله
قتادة . وعنه : نصيرا ومولى .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : حرزا .
الكلبي : مدخلا في الأرض مثل السرب . وقيل : وليا ولا مولى . وقيل : مذهبا ولا مسلكا . حكاه
ابن شجرة ، والمعنى واحد ; ومنه قول الشاعر :
يا لهف نفسي ولهفي غير مجدية عني وما من قضاء الله ملتحد
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا بلاغا من الله ورسالاته فإن فيه الأمان والنجاة ; قاله
الحسن .
وقال
قتادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23إلا بلاغا من الله فذلك الذي أملكه بتوفيق الله ، فأما الكفر والإيمان فلا أملكهما . فعلى هذا يكون مردودا إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا أي لا أملك لكم إلا أن أبلغكم .
وقيل : هو استثناء منقطع من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=21لا أملك لكم ضرا ولا رشدا أي إلا أن أبلغكم أي لكن أبلغكم ما أرسلت به ; قاله
الفراء .
وقال
الزجاج : هو منصوب على البدل من قوله : ملتحدا أي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=22ولن أجد من دونه ملتحدا إلا أن أبلغ ما يأتيني من الله ورسالاته ; أي ومن رسالاته التي أمرني بتبليغها . أو إلا أن أبلغ عن الله وأعمل برسالته ، فآخذ نفسي بما آمر به غيري .
وقيل هو مصدر ، و ( لا ) بمعنى لم ، و ( إن ) للشرط . والمعنى لن أجد من دونه ملتحدا : أي إن لم أبلغ رسالات ربي بلاغا .
[ ص: 26 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23ومن يعص الله ورسوله في التوحيد والعبادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23فإن له نار جهنم كسرت إن ; لأن ما بعد فاء الجزاء موضع ابتداء وقد تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=23خالدين فيها نصب على الحال ، وجمع خالدين لأن المعنى لكل من فعل ذلك ، فوحد أولا للفظ " من " ثم جمع للمعنى .
وقوله أبدا دليل على أن العصيان هنا هو الشرك . وقيل : هو المعاصي غير الشرك ، ويكون معنى خالدين فيها أبدا إلا أن أعفو أو تلحقهم شفاعة ، ولا محالة إذا خرجوا من الدنيا على الإيمان يلحقهم العفو . وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة ( النساء ) وغيرها .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون ، حتى هنا مبتدأ ، أي حتى إذا رأوا ما يوعدون من عذاب الآخرة ، أو ما يوعدون من عذاب الدنيا ، وهو القتل
ببدر فسيعلمون حينئذ من أضعف ناصرا أهم أم المؤمنون . وأقل عددا معطوف .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل إن أدري أقريب ما توعدون يعني قيام الساعة . وقيل : عذاب الدنيا ; أي لا أدري ف ( إن ) بمعنى ( ما ) أو ( لا ) ; أي
nindex.php?page=treesubj&link=30292_29692لا يعرف وقت نزول العذاب ووقت قيام الساعة إلا الله ; فهو غيب لا أعلم منه إلا ما يعرفنيه الله . و ( ما ) في قوله : ما يوعدون : يجوز أن يكون مع الفعل مصدرا ، ويجوز أن تكون بمعنى الذي ويقدر حرف العائد .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25أم يجعل له ربي أمدا أي غاية وأجلا . وقرأ العامة بإسكان الياء من ربي . وقرأ الحرميان
وأبو عمرو بالفتح .