ولما كان الواقع بعد الفصل قرار كل في داره، [وكان -] قد بدأ بالمكذبين لأن التحذير في السورة أعظم ففصلهم عن المصدقين فقال: انطلقوا - إلى آخره، ثنى بأضدادهم الفريق الناجي المشار إليه في آخر الإنسان بقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31يدخل من يشاء في رحمته فقال مؤكدا لأجل تكذيب الكفار بتلك الدار وبأن يكون المؤمنون أسعد منهم: nindex.php?page=treesubj&link=19860_29680_30387_34135_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41إن المتقين أي الذين كانوا يجعلون بينهم وبين كل ما يغضب الله وقاية مما يرضيه لعراقتهم في هذا الوصف يوم القيامة nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41في ظلال هي في الحقيقة الظلال [لا -] كما تقدم من ظل الدخان، ولا يشبهها أعلى ظل في الدنيا ولا أحسنه إلا بالاسم، ودل [على -] أنها على حقيقتها بقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41وعيون لأنها تكون عنها الرياض والأشجار [الكبار -] كما دل على أن ذلك الظل المتشعب للتهكم بما ذكر بعده من أوصاف النار، فهذه العيون تبرد الباطن وتنبت الأشجار المظلة كما أن اللهب يحر الظاهر والباطن ويهلك ما قرب منه من شجر وغيره فلا يبقى ولا يذر.

وَلَمَّا كَانَ الْوَاقِعُ بَعْدَ الْفَصْلِ قَرَارَ كُلٍّ فِي دَارِهِ، [وَكَانَ -] قَدْ بَدَأَ بِالْمُكَذِّبِينَ لِأَنَّ التَّحْذِيرَ فِي السُّورَةِ أَعْظَمُ فَفَصَلَهُمْ عَنِ الْمُصَدِّقِينَ فَقَالَ: انْطَلِقُوا - إِلَى آخِرِهِ، ثَنَّى بِأَضْدَادِهِمُ الْفَرِيقَ النَّاجِي الْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي آخِرِ الْإِنْسَانِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ فَقَالَ مُؤَكِّدًا لِأَجْلِ تَكْذِيبِ الْكَفَّارِ بِتِلْكَ الدَّارِ وَبِأَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ أَسْعَدَ مِنْهُمْ: nindex.php?page=treesubj&link=19860_29680_30387_34135_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41إِنَّ الْمُتَّقِينَ أَيِ الَّذِينَ كَانُوا يَجْعَلُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ كُلِّ مَا يُغْضِبُ اللَّهَ وِقَايَةً مِمَّا يُرْضِيهِ لِعَرَاقَتِهِمْ فِي هَذَا الْوَصْفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41فِي ظِلالٍ هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ الظِّلَالُ [لَا -] كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ ظَلَّ الدُّخَانُ، وَلَا يُشْبِهُهَا أَعْلَى ظِلٍّ فِي الدُّنْيَا وَلَا أَحْسَنُهُ إِلَّا بِالِاسْمِ، وَدَلَّ [عَلَى -] أَنَّهَا عَلَى حَقِيقَتِهَا بِقَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41وَعُيُونٍ لِأَنَّهَا تَكُونُ عَنْهَا الرِّيَاضُ وَالْأَشْجَارُ [الْكِبَارُ -] كَمَا دَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الظِّلَّ الْمُتَشَعِّبَ لِلتَّهَكُّمِ بِمَا ذَكَرَ بَعْدَهُ مِنْ أَوْصَافِ النَّارِ، فَهَذِهِ الْعُيُونُ تُبْرِدُ الْبَاطِنَ وَتَنْبُتُ الْأَشْجَارُ الْمُظَلَّةُ كَمَا أَنَّ اللَّهَبَ يَحِرُّ الظَّاهِرَ وَالْبَاطِنَ وَيُهْلِكُ مَا قَرُبَ مِنْهُ مِنْ شَجَرٍ وَغَيْرِهِ فَلَا يَبْقَى وَلَا يَذْرُ.