ولما فهم من التعبير [ ب "في" - ] أنهم متمكنون من هذا جميعه تمكن المظروف من ظرفه، قال منبها على أنه أريد بالفاكهة جميع المآكل، وإنما عبر بها إعلاما بأن كل أكل فيها تفكه ليس منه شيء لجلب نفع غير اللذة ولا دفع ضر: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43كلوا أي مقولا لهم: تناولوا جميع المآكل على وجه التفكه والتلذذ لا لحفظ الصحة فإنها حاصلة بدونه nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_34135_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43واشربوا أي من جميع المشارب كذلك فإن عيونها ليست من الماء خاصة بل من كل شراب أكلا وشربا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43هنيئا ليس في شيء من ذلك توقع ضر، وزاد في نعيمهم بأن جعل ذلك عوضا فقال: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43بما كنتم أي بجبلاتكم التي جبلتكم عليها nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43تعملون أي في الدنيا من nindex.php?page=treesubj&link=28772_29468_27341الأعمال الصالحة المبنية على أساس العلم الذي أفاد التصديق بالجنة فأوجب دخولها كما أوجب [ ص: 184 ] تكذيب المجرمين بالنار دخولهم إياها وعذابهم بها، وتكذيبهم بالجنة طردهم عنها وحرمانهم لنعيمها جزاء وفاقا.

وَلَمَّا فَهِمَ مِنَ التَّعْبِيرِ [ بِ "فِي" - ] أَنَّهُمْ مُتَمَكِّنُونَ مِنْ هَذَا جَمِيعُهُ تَمَكُّنَ الْمَظْرُوفِ مِنْ ظَرْفِهِ، قَالَ مُنَبِّهًا عَلَى أَنَّهُ أُرِيدَ بِالْفَاكِهَةِ جَمِيعُ الْمَآكِلِ، وَإِنَّمَا عَبَّرَ بِهَا إِعْلَامًا بِأَنَّ كُلَّ أَكْلٍ فِيهَا تَفَكُّهٌ لَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ لِجَلْبِ نَفْعٍ غَيْرُ اللَّذَّةِ وَلَا دَفْعَ ضُرٍّ: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43كُلُوا أَيْ مَقُولًا لَهُمْ: تَنَاوَلُوا جَمِيعَ الْمَآكِلِ عَلَى وَجْهِ التَّفَكُّهِ وَالتَّلَذُّذِ لَا لِحِفْظِ الصِّحَّةِ فَإِنَّهَا حَاصِلَةٌ بِدُونِهِ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30495_34135_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43وَاشْرَبُوا أَيْ مِنْ جَمِيعِ الْمُشَارِبِ كَذَلِكَ فَإِنَّ عُيُونَهَا لَيْسَتْ مِنَ الْمَاءِ خَاصَّةً بَلْ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ أَكْلًا وَشُرْبًا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43هَنِيئًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ تَوَقُّعُ ضُرٍّ، وَزَادَ فِي نَعِيمِهِمْ بِأَنْ جَعَلَ ذَلِكَ عِوَضًا فَقَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43بِمَا كُنْتُمْ أَيْ بِجِبِلَّاتِكُمُ الَّتِي جَبَلْتُكُمْ عَلَيْهَا nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43تَعْمَلُونَ أَيْ فِي الدُّنْيَا مِنَ nindex.php?page=treesubj&link=28772_29468_27341الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى أَسَاسِ الْعِلْمِ الَّذِي أَفَادَ التَّصْدِيقَ بِالْجَنَّةِ فَأَوْجَبَ دُخُولَهَا كَمَا أَوْجَبَ [ ص: 184 ] تَكْذِيبَ الْمُجْرِمِينَ بِالنَّارِ دُخُولَهُمْ إِيَّاهَا وَعَذَابَهُمْ بِهَا، وَتَكْذِيبَهُمْ بِالْجَنَّةِ طَرْدُهُمْ عَنْهَا وَحِرْمَانُهُمْ لِنَعِيمِهَا جَزَاءً وِفَاقًا.