ولما كان إخباره بما دل على وهي السماء [مشعرا - ] بوهي الأرض لأنها أتقن منها وأشرف إذ هي للأرض بمنزلة الذكر للأنثى، [ ص: 300 ] وكان الانفعال ربما أوهم أن ذلك يكون بغير فاعل، صرح بوهي الأرض معبرا بالبناء للمفعول دلالة على أن الكل بفعله، وأن ذلك عليه يسير، فقال مخبرا بانفطار الأراضي أيضا ليجمع بين التخويف [بالمطل - ] والترويع بالمقل: وإذا البحار المتفرقة في الأرض وهي ضابطة لها أتم ضبط لنفع العباد على كثرتها فجرت أي تفجيرا كثيرا بزوال ما بينها من البرازخ الحائلة، وقال الربيع: بفيضها وخروج مائها عن حدوده فاختلط بعضها ببعض من ملحها وعذبها فصارت بحرا واحدا، فصارت الأرض كلها ماء ولا سماء ولا أرض فأين المفر.