ولما كانت هذه الشروط كلها التي جعلت أشراطا على الساعة موجبة لعلوم دقيقة، وتكشف كل واحدة منها عن أمور عجيبة، وكانت
[ ص: 301 ] كلها دالة على الانتقال من هذه الدار إلى دار أخرى لخراب هذه الدار، ناسب أن يجيب "إذ" بقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=30356_30362_29053nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5علمت نفس أي جميع النفوس بالإنباء بالحساب وبما يجعل لها سبحانه بقوة التركيب من ملكة للاستحضار كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22فكشفنا عنك غطاءك والدال على إرادة العموم التعبير بالتنكير في سياق التخويف والتحذير مع العلم بأن النفوس كلها في علم مثل هذا وجهله على حد سواء، فمهما ثبت للبعث ثبت للكل، ولعله نكر إشارة إلى أنه ينبغي لمن وهبه الله عقلا أن يجوز أنه هو المراد فيخاف:
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5ما قدمت أي من عمل
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5وأخرت أي جميع ما عملت من خير أو شر أو غيرهما، أو ما قدمت قبل الموت وما أخرت من سنة تبقى بعده.
وقال الإمام
أبو جعفر بن الزبير : هذه السورة كأنها من تمام سورة التكوير لاتحاد القصد فاتصالها بها واضح وقد مضى نظير هذا - انتهى.
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الشُّرُوطُ كُلُّهَا الَّتِي جُعِلَتْ أَشْرَاطًا عَلَى السَّاعَةِ مُوجِبَةً لِعُلُومٍ دَقِيقَةٍ، وَتَكْشِفُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَنْ أُمُورٍ عَجِيبَةٍ، وَكَانَتْ
[ ص: 301 ] كُلُّهَا دَالَّةً عَلَى الِانْتِقَالِ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ إِلَى دَارٍ أُخْرَى لِخَرَابِ هَذِهِ الدَّارِ، نَاسَبَ أَنْ يُجِيبَ "إِذْ" بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=treesubj&link=30356_30362_29053nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5عَلِمَتْ نَفْسٌ أَيْ جَمِيعُ النُّفُوسِ بِالْإِنْبَاءِ بِالْحِسَابِ وَبِمَا يَجْعَلُ لَهَا سُبْحَانَهُ بِقُوَّةِ التَّرْكِيبِ مِنْ مَلَكَةٍ لِلِاسْتِحْضَارِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=22فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ وَالدَّالُّ عَلَى إِرَادَةِ الْعُمُومِ التَّعْبِيرُ بِالتَّنْكِيرِ فِي سِيَاقِ التَّخْوِيفِ وَالتَّحْذِيرِ مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ النُّفُوسَ كُلَّهَا فِي عِلْمٍ مِثْلِ هَذَا وَجَهْلِهِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، فَمَهْمَا ثَبَتَ لِلْبَعْثِ ثَبَتَ لِلْكُلِّ، وَلَعَلَّهُ نَكَّرَ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ وَهَبَهُ اللَّهُ عَقْلًا أَنْ يُجَوِّزَ أَنَّهُ هُوَ الْمُرَادُ فَيَخَافُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5مَا قَدَّمَتْ أَيْ مِنْ عَمَلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5وَأَخَّرَتْ أَيْ جَمِيعَ مَا عَمِلَتْ مَنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ أَوْ غَيْرِهِمَا، أَوْ مَا قَدَّمَتْ قَبْلَ الْمَوْتِ وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ تَبْقَى بَعْدَهُ.
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الزُّبَيْرِ : هَذِهِ السُّورَةُ كَأَنَّهَا مِنْ تَمَامِ سُورَةِ التَّكْوِيرِ لِاتِّحَادِ الْقَصْدِ فَاتِّصَالُهَا بِهَا وَاضِحٌ وَقَدْ مَضَى نَظِيرَ هَذَا - انْتَهَى.