ولما عظم ذلك اليوم تحذيرا منه، وزاده تعظيما بأن أتبعه على سبيل القطع قوله ناصبا بتقدير "أعني" إعلاما بأن الجحد فيه بأعين جميع الخلائق فهو فضيحة لا يشبهها فضيحة: يوم يقوم أي على الأرجل الناس أي كل من فيه قابلية الحركة، وذلك يوم القيامة خمسين ألف سنة لا ينظر إليهم سبحانه - رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو رفعه ورجاله ثقات لرب العالمين أي لأجل حكم موجد الخلائق ومربيهم كلهم فلا ينسى أحدا من رزقه ولا يهمله من حكمه ولا يرضى بظلم أحد ممن يربيه فهو يفيض لكل من كل بحكم التربية، كل ذلك من استفهام الإنكار وكله الظن، ووصف اليوم بما [ ص: 317 ] وصف وغير ذلك للإبلاغ في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه، وروى من رواية الحاكم عن أبيه رضي الله عنه رفعه: عبد الله بن بريدة ومن طريق "ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله تعالى إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر" عن عطاء بن أبي رباح مرفوعا نحوه، عبد الله بن عمرو من طريق وللطبراني عن الضحاك مجاهد عن وطاوس رضي الله عنهما مرفوعا نحوه. ابن عباس