ولما ذكر الأمر العلوي بادئا به لشرفه، أتبعه السفلي فقال تعالى: والأرض أي مسكنكم الذي أنتم ملابسوه ومعانوه كل وقت وملامسوه ذات الصدع أي التي تتصدع وتنشق فيخرج منها النبات [ ص: 383 ] والعيون بدءا وإعادة دلالة ظاهرة على البعث، فجمع بالقسم العالم العلوي الذي هو كالرجل والسفلي الذي هو كالمرأة، فكما أن الرجل يسقيها من مائه فتصدع [ عن الولد، فكذلك السماء تسقي الأرض فتتصدع - ] عن النبات [ وكما أنها تتصدع عن النبات - ] بعد فنائه وصيرورته رفاتا فيعود كما كان فكذلك تتصدع عن الناس بعد فنائهم فيعودون كما كانوا بإذن ربها من غير فرق أصلا.