ولما أمره بالتذكير لكل أحد، قسم الناس له إلى قسمين: قسم يقبل العلاج، وقسم لا يقبله، إعلاما بأنه سبحانه وتعالى عالم بكل من القسمين [ ص: 399 ] جملة وأفرادا على التعيين ولم يزل عالما بذلك، ولكنه لم يعين ابتلاء منه لعباده لتقوم له الحجة عليهم بما يتعارفونه بينهم وله الحجة البالغة، فقال حاثا على nindex.php?page=treesubj&link=19609شكر الجوائح [من - ] العقل ونحوه والجوارح من القلب واللسان وغيرهما: nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10سيذكر أي بوعد لا خلف فيه ولو على أخفى وجوه التذكير - بما أشار إليه الإدغام nindex.php?page=treesubj&link=19995_29058nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10من يخشى أي في جبلته نوع خشية، وهو السعيد لما قدر له في نفسه من السعادة العظمى لقبول الحنيفية السمحة فيذكر ما يعلم منها في نفسه فيتعظ، فإن الخشية [حاملة - ] على كل خير فيتنعم بقلبه وقالبه في الجنة العليا ويحيى فيها حياة طيبة من غير سقم ولا توى، دائما بلا آخر وانتهاء.

وَلَمَّا أَمَرَهُ بِالتَّذْكِيرِ لِكُلِّ أَحَدٍ، قَسَّمَ النَّاسَ لَهُ إِلَى قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ يَقْبَلُ الْعِلَاجَ، وَقِسْمٌ لَا يَقْبَلُهُ، إِعْلَامًا بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَالِمٌ بِكُلٍّ مِنَ الْقِسْمَيْنِ [ ص: 399 ] جُمْلَةً وَأَفْرَادًا عَلَى التَّعْيِينِ وَلَمْ يَزَلْ عَالِمًا بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يُعَيِّنِ ابْتِلَاءً مِنْهُ لِعِبَادِهِ لِتَقُومَ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ بِمَا يَتَعَارَفُونَهُ بَيْنَهُمْ وَلَهُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، فَقَالَ حَاثًّا عَلَى nindex.php?page=treesubj&link=19609شُكْرِ الْجَوَائِحِ [مِنَ - ] الْعَقْلِ وَنَحْوِهِ وَالْجَوَارِحِ مِنَ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَغَيْرِهِمَا: nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10سَيَذَّكَّرُ أَيْ بِوَعْدٍ لَا خُلْفَ فِيهِ وَلَوْ عَلَى أَخْفَى وُجُوهِ التَّذْكِيرِ - بِمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْإِدْغَامُ nindex.php?page=treesubj&link=19995_29058nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=10مَنْ يَخْشَى أَيْ فِي جِبِلَّتِهِ نَوْعُ خَشْيَةٍ، وَهُوَ السَّعِيدُ لِمَا قُدِّرَ لَهُ فِي نَفْسِهِ مِنَ السَّعَادَةِ الْعُظْمَى لِقَبُولِ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ فَيَذْكُرُ مَا يَعْلَمُ مِنْهَا فِي نَفْسِهِ فَيَتَّعِظُ، فَإِنَّ الْخَشْيَةَ [حَامِلَةٌ - ] عَلَى كُلِّ خَيْرٍ فَيَتَنَعَّمُ بِقَلْبِهِ وَقَالَبِهِ فِي الْجَنَّةِ الْعُلْيَا وَيَحْيَى فِيهَا حَيَاةً طَيِّبَةً مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ وَلَا تَوًى، دَائِمًا بِلَا آخِرَ وَانْتِهَاءٍ.