ولما ذكر من يحب حبه في الله ذكر من يبغض في الله، وعلامة الحب الاقتداء، وعلامة البغض التجنب والانتهاء والابتداع والإباء، فقال: nindex.php?page=treesubj&link=30539_29058nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11ويتجنبها أي يكلف نفسه وفطرته الأولى المستقيمة تجنب الذكرى التي نشاء تذكيره بها من أشرف الخلائق وأعظمهم وصلة بالخالق. ولما كان هذا الذي يعالج نفسه على العوج شديد العتو قال: nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11الأشقى أي الذي له هذا الوصف على الإطلاق لأنه خالف أشرف الرسل فهو لا يخشى فكان أشقى الناس، كما أن من آمن به [ ص: 400 ] أشرف ممن آمن بمن قبله من الرسل عليهم الصلاة والسلام.

وَلَمَّا ذَكَرَ مَنْ يُحِبُّ حُبَّهُ فِي اللَّهِ ذَكَرَ مَنْ يُبْغِضُ فِي اللَّهِ، وَعَلَامَةُ الْحُبِّ الِاقْتِدَاءُ، وَعَلَامَةُ الْبُغْضِ التَّجَنُّبُ وَالِانْتِهَاءُ وَالِابْتِدَاعُ وَالْإِبَاءُ، فَقَالَ: nindex.php?page=treesubj&link=30539_29058nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11وَيَتَجَنَّبُهَا أَيْ يُكَلِّفُ نَفْسَهُ وَفِطْرَتَهُ الْأُولَى الْمُسْتَقِيمَةُ تَجَنُّبُ الذِّكْرَى الَّتِي نَشَاءُ تَذْكِيرَهُ بِهَا مِنْ أَشْرَفِ الْخَلَائِقِ وَأَعْظَمِهِمْ وَصِلَةٍ بِالْخَالِقِ. وَلَمَّا كَانَ هَذَا الَّذِي يُعَالِجُ نَفْسَهُ عَلَى الْعِوَجِ شَدِيدَ الْعُتُوِّ قَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=11الأَشْقَى أَيِ الَّذِي لَهُ هَذَا الْوَصْفُ عَلَى الْإِطْلَاقِ لِأَنَّهُ خَالَفَ أَشْرَفَ الرُّسُلِ فَهُوَ لَا يَخْشَى فَكَانَ أَشْقَى النَّاسِ، كَمَا أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ [ ص: 400 ] أَشْرَفُ مِمَّنْ آمَنَ بِمَنْ قَبْلَهُ مِنَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.