ولما كان ما هذا شأنه يهلك على ما جرت به العادة في أسرع وقت، فإذا كان من شأنه مع هذا العظم أنه لا يهلك كان ذلك دليلا واضحا على أنه لا يعلم كنه عظمة مقدره إلا هو سبحانه وتعالى فأشار إلى ذلك بالتعبير بأداة التراخي إعلاما بأن مراتب هذه الشدة في التردد [ ص: 402 ] بين الموت والحياة لا يعلم علوها عن شدة الصلى إلا الله تعالى فقال: ثم لا يموت فيها أي لا يتجدد له في هذه النار موت وإن طال المدى.
ولما كان من يدخل النار فلا تؤثر في موته قد يكون ذلك إكراما له من باب خرق العوائد، احترز عنه بقوله: ولا يحيا أي حياة تنفعه لأنه ما تزكى فلا صدق ولا صلى.