ولما كان الندم يقتضي أن يعمل الإنسان ما ينافيه، بين أنه ليس هناك عمل إلا [إظهار] الندم فاستأنف قوله: يقول أي متمنيا المحال على سبيل التجديد والاستمرار: يا ليتني وهل ينفع شيئا "ليت" قدمت أي أوقعت التقديم لما ينفعني من الجد والعمل [به] لحياتي أي أيام حياتي في الدنيا أو لأجل حياتي هذه الباقية التي لا موت بعدها، ويمكن أن يكون سبب تمنيه هذا علمه بأنه كان في الدنيا مختارا، وأن الطاعات في نفسها [كانت] ممكنة لا مانع له منها في [ ص: 41 ] الظاهر إلا صرف نفسه عنها وعدم تعليق ما أتاه الله من القوى بها.