وما أدراك أي وأي شيء أعلمك وإن بالغت في التعرف، وأظهر موضع الإضمار لذلك فقال: ما القارعة أي أنك لا تعرفها لأنك لم تعهد مثله.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما قال الله سبحانه وتعالى: " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور " كان ذلك مظنة لأن يسأل: متى ذلك؟ فقيل: يوم القيامة الهائل الأمر، الفظيع الحال، الشديد البأس، والقيامة هي القارعة، وكررت تعظيما لأمرها كما ورد في قوله تعالى الحاقة ما الحاقة و [في] قوله سبحانه: فغشيهم من اليم ما غشيهم ثم زاد عظيم هوله إيضاحا بقوله تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث والفراش ما تهافت في النار من البعوض، والمبثوث: المنتشر وتكون الجبال كالعهن المنفوش والعهن: الصوف المصبوغ، وخص لإعداده للغزل إذ لا يصبغ لغيره بخلاف الأبيض [فإنه -] لا يلزم فيه ذلك، ثم ذكر حال الخلق في وزن الأعمال وصيرورة كل فريق إلى ما كتب له وقدر - انتهى.