ولما كانت الأشياء قسمين: عالم الخلق، وعالم الأمر، وكان عالم الأمر خيرا كله، فكان الشر منحصرا في عالم الخلق خاصة بالاستعاذة فقال تعالى معمما فيها: من شر ما خلق أي من كل شيء سوى الله تعالى عز وجل وصفاته، والشر تارة يكون اختياريا من العاقل الداخل تحت مدلول "لا" وغيره من سائر الحيوان كالكفر والظلم ونهش السباع [ ص: 409 ] ولدغ ذوات السموم، وتارة طبيعيا كإحراق النار وإهلاك السموم.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : قد أشير - أي في الكلام على ارتباط الإخلاص - إلى وجه ارتباطها آنفا، وذلك واضح إن شاء الله تعالى - انتهى.