الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما عم بالحشر المستكبرين؛ وغيرهم؛ جاء التفصيل إلى القسمين؛ فقال: فأما الذين آمنوا ؛ أي: أذعنوا لله (تعالى) ؛ وخضعوا له؛ وعملوا الصالحات ؛ تصديقا لإقرارهم بالإيمان؛ فيوفيهم أجورهم ؛ أي: التي جرت العادات بينكم أن يعطوها؛ وإن كانوا في الحقيقة لا يستحقونها؛ لأن الله (تعالى) هو الذي وفقهم لها؛ فهي فضل منه عليهم؛ ويزيدهم ؛ أي: بعد ما قضيت به العادات؛ من فضله ؛ أي: شيئا لا يدخل تحت الحصر؛ لأنه ذو الفضل العظيم؛ وأما الذين استنكفوا واستكبروا ؛ أي: طلبوا كلا من الإباء؛ والكبر؛ فيعذبهم عذابا أليما ؛ أي: بما وجدوا من لذاذة الترفع؛ والكبر؛ وآلموا بذلك أولياء الله؛ ولا يجدون لهم ؛ أي: حالا؛ ولا مآلا؛ من دون الله ؛ الذي لا أمر لأحد معه؛ وليا ؛ أي: قريبا يصنع معهم ما يصنع القريب؛ ولا نصيرا ؛ أي: وإن كان بعيدا؛ وفي هذا أتم زاجر عما قصده المنافقون من موالاة أهل الكتاب؛ وأعظم ناف لما منوهم إياه مما لهم؛ وزعموا من المنزلة عند الله؛ المقتضية أن يقربوا [ ص: 526 ] من شاؤوا؛ ويبعدوا من شاؤوا؛ وهو من أنسب الأشياء لختام أول الآيات المحذرة منهم: وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية