ولما كان التقدير: "فمن يتول غيرهم؛ فأولئك حزب الشيطان؛ وحزب الشيطان هم الخاسرون"؛ عطف عليه: ومن يتول الله ؛ أي: يجتهد في ولاية الذي له مجامع العز؛ ورسوله ؛ الذي خلقه القرآن؛ والذين آمنوا ؛ وأعاد ذكر من خص الولاية بهم؛ تبركا بأسمائهم؛ وتصريحا بالمقصود؛ فإنهم الغالبون؛ هكذا كان الأصل؛ ولكنه أظهر ما شرفهم به؛ ترغيبا لهم في ولايته؛ فقال: فإن حزب الله ؛ أي: القوم الذين يجمعهم على ما يرضي الملك الأعلى ما حزبهم؛ أي: اشتد عليهم فيه؛ هم الغالبون ؛ أي: لا غيرهم؛ بل غيرهم مغلوبون؛ ثم إلى النار محشورون؛ لأنهم حزب الشيطان.