2444 - إني امرؤ رابني هم فأحرضني حتى بليت وحتى شفني سقم
قال أبو إسحاق: "تأويل التحريض في اللغة أن يحث الإنسان على شيء حتى يعلم منه أنه حارض، والحارض المقارب للهلاك"، واستبعد الناس هذا منه. وقد نحا نحوه فقال: "التحريض: المبالغة في الحث على الأمر، من الحرض، وهو أن ينهكه المرض ويتبالغ فيه حتى يشفي على الموت أو تسميه حرضا وتقول: ما أراك إلا حرضا". الزمخشري
قوله: إن يكن منكم عشرون صابرون الآيات: أثبت في الشرط الأول قيدا وهو الصبر وحذف من الثاني، وأثبت في الثاني قيدا وهو كونهم من الكفرة وحذف من الأول. والتقدير: مئتين من الذين كفروا ومائة صابرة، فحذف من كل منهما ما أثبت في الآخر وهو في غاية الفصاحة.
وقرأ الكوفيون: وإن يكن منكم مائة يغلبوا ، فإن يكن منكم مائة صابرة بتذكير "يكن" فيهما. ونافع وابن كثير بتأنيثه فيهما، وابن عامر في الأولى كالكوفيين، وفي الثانية كالباقين. فمن ذكر فللفصل بين الفعل وفاعله بقوله " منكم " ; ولأن التأنيث مجازي، إذ المراد بالمائة الذكور. ومن أنث فلأجل الفصل، ولم يلتفت للمعنى ولا للفصل. وأما وأبو عمرو [ ص: 636 ] فإنما فرق بين الموضعين فذكر في الأول لما ذكر، ولأنه لحظ قوله "يغلبوا"، وأنث في الثاني لقوة التأنيث بوصفه بالمؤنث في قوله أبو عمرو "صابرة" .
وأما "إن يكن منكم عشرون" ، "وإن يكن منكم ألف"، فبالتذكير عند جميع القراء إلا فإنه أنث المسند إلى "عشرون". الأعرج
وقرأ "حرص" بالصاد المهملة وهو من الحرص، ومعناه مقارب لقراءة العامة. وقرأ الأعمش: المفضل عن "وعلم" مبنيا للمفعول، و "أن فيكم ضعفا" في محل رفع لقيامه مقام الفاعل، وهو في محل نصب على المفعول به في قراءة العامة لأن فاعل الفعل ضمير يعود على الله تعالى. و "يكن" في هذه الأماكن يجوز أن تكون التامة فـ "منكم": إما حال من "عشرون" لأنها في الأصل صفة لها، وإما متعلق بنفس الفعل لكونه تاما، وأن تكون الناقصة، فيكون" منكم" الخبر، والمرفوع الاسم وهو "عشرون "و "مئة" و "ألف". عاصم:
قوله: "ضعفا" قرأ عاصم هنا وفي الروم في كلماتها الثلاث: وحمزة الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا بفتح الضاد، والباقون بضمها، وعن حفص وحده خلاف في الروم خاصة.
وقرأ "ضعفا" بضم الفاء والعين، وكلها مصادر. وقيل: الضعف بالفتح في الرأي والعقل، والضم في البدن، وهذا قول عيسى بن عمر هكذا نقله الخليل بن أحمد، عنه. ولما نقل الراغب هذا عن [ ص: 637 ] ابن عطية قال: "هذا القول ترده القراءة". وقيل: هما بمعنى واحد، لغتان: لغة الثعالبي الحجاز الضم، ولغة تميم الفتح، نقله فيكونان كالفقر والفقر، والمكث والمكث، والبخل والبخل. وقرأ أبو عمرو فيما حكى عنه ابن عباس النقاش ضعفاء جمعا على فعلاء كظريف وظرفاء. وقد نقلت عن القراء كلاما كثيرا في هذا الحرف في شرح "حرز الأماني" فإنه أليق به من هذا فعليك به. وأبو جعفر: