وقال الشيخ هنا : " قرأ الأعمش " كرها " بضم الكاف " . وهذا يوهم أنها لم تقرأ في السبعة . قال وابن وثاب " هو أمر في معنى الخبر كقوله : الزمخشري فليمدد له الرحمن مدا ومعناه : لن يتقبل منكم : أنفقتم طوعا أو كرها ، ونحوه قوله تعالى : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم . وقوله- يعني : كثير عزة-
2499 - أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... ... ... ...
أي : لن يغفر الله لهم أستغفرت أو لم تستغفر ، ولا نلومك أحسنت إلينا أو أسأت ، وفي معناه قول القائل :
2500 - أخوك الذي إن قمت بالسيف عامدا لتضربه لم يستغشك في الود
وقال : " هذا أمر في ضمنه جزاء ، وهذا مستمر في كل أمر [ ص: 66 ] معه جزاء والتقدير : إن تنفقوا لن يتقبل منكم ، وأما إذا عري الأمر من الجواب فليس يصحبه تضمن الشرط " قال الشيخ : " ويقدح في هذا التخريج أن الأمر إذا كان فيه معنى الشرط كان الجواب لجواب الشرط ، فعلى هذا يقتضي أن يكون التركيب : " لن يتقبل " بالفاء لأن " لن " لا تقع جوابا للشرط إلا بالفاء فكذلك ما ضمن معناه ، ألا ترى جزمه الجواب في نحو : اقصد زيدا يحسن إليك " . قلت : إنما أراد ابن عطية أبو محمد تفسير المعنى ، وإلا فلا يجهل مثل هذه الواضحات . وأيضا فلا يلزم لأن يعطى الأمر التقديري حكم الشيء الظاهر من كل وجه .
وقوله : إنكم وما بعد جار مجرى التعليل .