ويقال : رجل أذن ، أي : يسمع كل ما يقال . وفيه تأويلان أحدهما : أنه سمي بالجارحة لأنها آلة السماع ، وهي معظم ما يقصد منه كقولهم للربيئة : عين . وقيل : المراد بالأذن هنا الجارحة ، وحينئذ تكون على حذف مضاف ، أي : ذو أذن . والثاني : أن الأذن وصف على فعل كأنف وشلل ، يقال : أذن يأذن فهو أذن ، قال :
[ ص: 74 ]
2506 - وقد صرت أذنا للوشاة سميعة ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا
قوله : ورحمة ، قرأ الجمهور : " ورحمة " ، رفعا نسقا على " أذن ورحمة " ، فيمن رفع " رحمة " . وقال بعضهم : هو عطف على " يؤمن " ؛ لأن يؤمن " في محل رفع صفة لـ " أذن " تقديره : أذن مؤمن ورحمة . وقرأ حمزة : " ورحمة " بالجر نسقا على " خير " المخفوض بإضافة " أذن " إليه . والجملة على هذه القراءة معترضة بين المتعاطفين تقديره : أذن خير ورحمة . وقرأ والأعمش : " ورحمة نصبا على أنه مفعول من أجله ، والمعلل محذوف ، أي : يأذن لكم رحمة بكم ، فحذف لدلالة قوله : ابن أبي عبلة قل أذن خير .والباء واللام في " يؤمن بالله " " ويؤمن للمؤمنين " معديتان قد تقدم الكلام عليهما في أول هذه الموضوع . وقال : " قصد التصديق بالله الذي هو نقيض الكفر فعدى بالباء ، وقصد الاستماع للمؤمنين ، وأن يسلم لهم ما يقولون فعدى باللام ، ألا ترى إلى قوله : الزمخشري وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين . ما أنباه عن الباء ، ونحوه : فما آمن لموسى أنؤمن لك واتبعك الأرذلون آمنتم له . وقال : " هما زائدتان ، والمعنى : يصدق الله ويصدق المؤمنين " وهذا قول مردود ، ويدل على عدم الزيادة تغاير الحرف الزائد ، فلو لم يقصد معنى مستقل لما غاير بين الحرفين وقال ابن قتيبة : " " هي متعلقة بمصدر مقدر من الفعل كأنه قال : وإيمانه [ ص: 75 ] للمؤمنين " . وقيل : يقال : آمنت لك بمعنى صدقتك ، ومنه المبرد وما أنت بمؤمن لنا وعندي أن هذه اللام في ضمنها " ما " فالمعنى : ويصدق للمؤمنين بما يخبرونه به . وقال : " واللام في للمؤمنين زائدة دخلت لتفرق بين " يؤمن " بمعنى يصدق ، وبين يؤمن بمعنى يثبت الإيمان " . أبو البقاء