آ . (90) قوله تعالى : المعذرون : قرئ بوجوه كثيرة ، فمنها قراءة الجمهور : فتح العين وتشديد الذال . وهذه القراءة تحتمل وجهين : أن يكون وزنه فعل مضعفا ، ومعنى التضعيف فيه التكلف ، والمعنى : أنه توهم أن له عذرا ، ولا عذر له . والثاني : أن يكون وزنه افتعل والأصل : اعتذر فأدغمت التاء في الذال بأن قلبت تاء الافتعال ذالا ، ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وهو العين ، ويدل على هذا قراءة " المعتذرون " على الأصل . وإليه ذهب سعيد بن جبير الأخفش والفراء وأبو عبيدة وأبو حاتم . والزجاج
[ ص: 97 ] وقرأ زيد بن علي والضحاك والأعرج وأبو صالح وعيسى بن هلال وهي قراءة أيضا ابن عباس ويعقوب " المعذرون " بسكون العين وكسر الذال مخففة من أعذر يعذر كأكرم يكرم . والكسائي
وقرأ مسلمة " المعذرون " بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى اعتذر . قال : " أراد المتعذرون ، والتاء لا تدغم في العين لبعد المخارج ، وهي غلط منه أو عليه " . أبو حاتم
قوله : ليؤذن لهم متعلق بـ " جاء " وحذف الفاعل وأقيم الجار مقامه للعلم به ، أي : ليأذن لهم الرسول . وقرأ الجمهور " كذبوا " بالتخفيف ، أي : كذبوا في إيمانهم . وقرأ في المشهور عنه الحسن وأبي وإسماعيل " كذبوا " بالتشديد ، أي : لم يصدقوا ما جاء به الرسول عن ربه ولا امتثلوا أمره .