2555 - وفيهم مقامات حسان وجوههم وأندية ينتابها القول والفعل
والنادي : المجلس . وقال : إنه يجمع على أوداء كصاحب وأصحاب وأنشد الفراء لجرير :
2556 - عرفت ببرقة الأوداء رسما محيلا طال عهدك من رسوم
[ ص: 139 ] قلت : وقد زاد في فاعل وأفعلة : ناج وأنجية ، فقد كملت ثلاثة ألفاظ في فاعل وأفعلة ، ويقال : وداه ، أي : أهلكه كأنهم تصوروا منه إسالة الدم ، وسميت الدية دية لأنها في مقابلة إسالة الدم ، ومنه الودي وهو ماء الفحل عند المداعبة وماء يخرج عند البول ، والودي بكسر الدال والتشديد في الياء : صغار النحل . الراغب
وقوله : ذلك بأنهم ، مبتدأ وخبر ، والإشارة به إلى ما تضمنه انتفاء التخلف من وجوب الخروج معه .
وقوله : إلا كتب ، هذه الجملة في محل نصب على الحال من " ظمأ " وما عطف عليه ، أي : لا يصيبهم ظمأ إلا مكتوبا . وأفرد الضمير في " به " وإن تقدمه أشياء إجراء له مجرى اسم الإشارة ، أي : كتب لهم بذلك عمل صالح . والمضمر يحتمل أن يعود على العمل الصالح المتقدم ، وأن يعود على أحد المصدرين المفهومين في " ينفقون " و " يقطعون " ، أي : إلا كتب لهم بالإنفاق أو القطع .
وقوله : ليجزيهم متعلق بـ " كتب " . وفي هذه الجملة من البلاغة والفصاحة ما لا يخفى على متأمله لا سيما لمن تدرب بما تقدم في هذا الموضوع .