آ . (21) قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وإذا أذقنا : شرطية جوابها " إذا " الفجائية في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إذا لهم مكر ، والعامل في " إذا " الفجائية الاستقرار الذي في " لهم " .
[ ص: 167 ] وقد تقدم لك خلاف في " إذا " هذه : هل هي حرف أو ظرف زمان على بابها أو ظرف مكان ؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : " وقيل : " إذا " الثانية زمانية أيضا ، والثانية وما بعدها جواب الأولى " . وهذا الذي حكاه قول ساقط لا يفهم معناه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21في آياتنا متعلق بـ " مكر " جعل الآيات محلا للمكر والمبالغة ، ويضعف أن يكون الجار صفة لـ " مكر " . وقوله : " مكرا " نصب على التمييز . وهو واجب النصب ، لأنك لو صغت من " أفعل " فعلا وأسندته إلى تمييزه فاعلا لصح أن يقال : " سرع مكره " وأيضا فإن شرط جواز الخفض صدق التمييز على موصوف أفعل التفضيل نحو : " زيد أحسن فقيه " . و " أسرع " مأخوذ من سرع ثلاثيا ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي . وقيل : بل من أسرع ، وفي بناء أفعل وفعلي التعجب من أفعل ثلاثة مذاهب : الجواز مطلقا ، المنع مطلقا ، التفضيل : بين أن تكون الهمزة للتعدية فيمتنع ، أو لا فيجوز ، وتحريرها في كتب النحاة . وقال بعضهم : " أسرع هنا ليست للتفضيل " وهذا ليس بشيء إذ السياق يرده . وجعله
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : - أعني كون أسرع للتفضيل - نظير قوله : " لهي أسود من القار " قال الشيخ : " وأما تنظيره " أسود من القار " بـ " أسرع " ففاسد لأن " أسود " ليس فعله على وزن أفعل ، وإنما هو على وزن فعل
[ ص: 168 ] نحو : سود فهو أسود ، ولم يمتنع التعجب ولا بناء أفعل التفضيل عند البصريين من نحو سود وحمر وأدم إلا لكونه لونا . وقد أجاز ذلك بعض الكوفيين في الألوان مطلقا ، وبعضهم في السواد والبياض فقط " ، قلت : تنظيره به ليس بفاسد ، لأن مراده بناء أفعل مما زاد على ثلاثة أحرف وإن لم يكن على وزن أفعل ، وسود وإن كان على ثلاثة لكنه في معنى الزائد على ثلاثة ، هو في معنى أسود ، وحمر في معنى أحمر ، نص على ذلك النحويون ، وجعلوه هو العلة المانعة من التعجب في الألوان .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع في رواية : " يمكرون " بياء الغيبة جريا على ما سبق . والباقون بالخطاب مبالغة في الإعلام بمكرهم والتفاتا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21 " قل الله " ، إذ التقدير : قل لهم ، فناسب الخطاب . وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21 " إن رسلنا " التفات أيضا ، إذ لو جرى على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21 " قل الله " ، لقيل : إن رسله .
آ . (21) قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وَإِذَا أَذَقْنَا : شَرْطِيَّةٌ جَوَابُهَا " إِذَا " الْفُجَائِيَّةُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ ، وَالْعَامِلُ فِي " إِذَا " الْفُجَائِيَّةِ الِاسْتِقْرَارُ الَّذِي فِي " لَهُمْ " .
[ ص: 167 ] وَقَدْ تَقَدَّمَ لَكَ خِلَافٌ فِي " إِذَا " هَذِهِ : هَلْ هِيَ حَرْفٌ أَوْ ظَرْفُ زَمَانٍ عَلَى بَابِهَا أَوْ ظَرْفُ مَكَانٍ ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ : " وَقِيلَ : " إِذَا " الثَّانِيَةُ زَمَانِيَّةٌ أَيْضًا ، وَالثَّانِيَةُ وَمَا بَعْدَهَا جَوَابُ الْأُولَى " . وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ قَوْلٌ سَاقِطٌ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21فِي آيَاتِنَا مُتَعَلِّقٌ بِـ " مَكْرٌ " جَعَلَ الْآيَاتِ مَحَلًّا لِلْمَكْرِ وَالْمُبَالَغَةِ ، وَيَضْعُفُ أَنْ يَكُونَ الْجَارُّ صِفَةً لِـ " مَكْرٌ " . وَقَوْلُهُ : " مَكْرًا " نَصْبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ . وَهُوَ وَاجِبُ النَّصْبِ ، لِأَنَّكَ لَوْ صُغْتَ مِنْ " أَفْعَلَ " فِعْلًا وَأَسْنَدْتَهُ إِلَى تَمْيِيزِهِ فَاعِلًا لَصَحَّ أَنْ يُقَالَ : " سَرُعَ مَكْرُهُ " وَأَيْضًا فَإِنَّ شَرْطَ جَوَازِ الْخَفْضِ صِدْقُ التَّمْيِيزِ عَلَى مَوْصُوفِ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ نَحْوَ : " زَيْدٌ أَحْسَنُ فَقِيهٍ " . وَ " أَسْرَعُ " مَأْخُوذٌ مِنْ سَرُعَ ثُلَاثِيًّا ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12095الْفَارِسِيُّ . وَقِيلَ : بَلْ مِنْ أَسْرَعَ ، وَفِي بِنَاءِ أَفْعَلَ وَفِعْلَيِ التَّعَجُّبِ مِنْ أَفْعَلَ ثَلَاثَةُ مَذَاهِبَ : الْجَوَازُ مُطْلَقًا ، الْمَنْعُ مُطْلَقًا ، التَّفْضِيلُ : بَيْنَ أَنْ تَكُونَ الْهَمْزَةُ لِلتَّعْدِيَةِ فَيَمْتَنِعَ ، أَوْ لَا فَيَجُوزَ ، وَتَحْرِيرُهَا فِي كُتُبِ النُّحَاةِ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : " أَسْرَعُ هُنَا لَيْسَتْ لِلتَّفْضِيلِ " وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ إِذِ السِّيَاقُ يَرُدُّهُ . وَجَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ : - أَعْنِي كَوْنَ أَسْرَعَ لِلتَّفْضِيلِ - نَظِيرَ قَوْلِهِ : " لَهِيَ أَسْوَدُ مِنَ الْقَارِ " قَالَ الشَّيْخُ : " وَأَمَّا تَنْظِيرُهُ " أَسْوَدُ مِنَ الْقَارِ " بِـ " أَسْرَعَ " فَفَاسِدٌ لِأَنَّ " أَسُودَ " لَيْسَ فِعْلُهُ عَلَى وَزْنِ أَفْعَلَ ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى وَزْنِ فَعِلَ
[ ص: 168 ] نَحْوَ : سَوِدَ فَهُوَ أَسْوَدُ ، وَلَمْ يَمْتَنِعِ التَّعَجُّبُ وَلَا بِنَاءُ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ مِنْ نَحْوِ سَوِدَ وَحَمِرَ وَأَدِمَ إِلَّا لِكَوْنِهِ لَوْنًا . وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ فِي الْأَلْوَانِ مُطْلَقًا ، وَبَعْضُهُمْ فِي السَّوَادِ وَالْبَيَاضِ فَقَطْ " ، قُلْتُ : تَنْظِيرُهُ بِهِ لَيْسَ بِفَاسِدٍ ، لِأَنَّ مُرَادَهُ بِنَاءُ أَفْعَلَ مِمَّا زَادَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى وَزْنِ أَفْعَلَ ، وَسَوِدَ وَإِنْ كَانَ عَلَى ثَلَاثَةٍ لَكِنَّهُ فِي مَعْنَى الزَّائِدِ عَلَى ثَلَاثَةٍ ، هُوَ فِي مَعْنَى أَسْوَدَ ، وَحَمِرَ فِي مَعْنَى أَحْمَرَ ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِيُّونَ ، وَجَعَلُوهُ هُوَ الْعِلَّةَ الْمَانِعَةَ مِنَ التَّعَجُّبِ فِي الْأَلْوَانِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ فِي رِوَايَةٍ : " يَمْكُرُونَ " بِيَاءِ الْغَيْبَةِ جَرْيًا عَلَى مَا سَبَقَ . وَالْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ مُبَالَغَةً فِي الْإِعْلَامِ بِمَكْرِهِمْ وَالْتِفَاتًا لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21 " قُلِ اللَّهُ " ، إِذِ التَّقْدِيرُ : قُلْ لَهُمْ ، فَنَاسَبَ الْخِطَابَ . وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21 " إِنَّ رُسُلَنَا " الْتِفَاتٌ أَيْضًا ، إِذْ لَوْ جَرَى عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21 " قُلِ اللَّهُ " ، لَقِيلَ : إِنَّ رُسُلَهُ .