وقرأ " نزل " بفتح النون والزاي المشددة ، وفاعل " نزل " ضمير الله تعالى ، و زيد بن علي وأن لا إله إلا هو نسق على " أن " قبلها ، ولكن هذه مخففة فاسمها محذوف ، وجملة النفي خبرها .
قوله : نوف الجمهور على " نوف " بنون العظمة وتشديد الفاء من وفى [ ص: 296 ] يوفي ، وطلحة بياء الغيبة ، وميمون كذلك إلا أنه خفف الفاء من أوفى يوفي ، والفاعل في هاتين القراءتين ضمير الله تعالى . وقرئ " توف " بضم التاء وفتح الفاء مشددة من وفى يوفي مبنيا للمفعول . " أعمالهم " بالرفع قائما مقام الفاعل . وانجزم " نوف " على هذه القراءات لكونه جوابا للشرط ، كما في قوله تعالى : وزيد بن علي من كان يريد حرث الآخرة نزد له [في حرثه] ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته .
وزعم أن " كان " زائدة قال : " ولذلك جزم جوابه " ولعل هذا لا يصح إذ لو كانت زائدة لكان " يريد " هو الشرط ، ولو كان شرطا لانجزم ، فكان يقال : من كان يرد " . الفراء
وزعم بعضهم أنه لا يؤتى بفعل الشرط ماضيا والجزاء مضارعا إلا مع " كان " خاصة ، ولهذا لم يجئ في القرآن إلا كذلك ، وهذا ليس بصحيح لوروده في غير " كان " قال زهير :
2639 - ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم
وأما القرآن فجاء من باب الاتفاق أنه كذلك .وقرأ " نوفي " بتخفيف الفاء وثبوت الياء من أوفى ، ثم هذه القراءة محتملة : لأن يكون الفعل مجزوما ، وقدر جزمه بحذف الحركة [ ص: 297 ] المقدرة كقوله : الحسن البصري
2640 - ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد
2641 - وإن شل ريعان الجميع مخافة نقول جهارا ويلكم لا تنفروا
2642 - وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب مالي ولا حرم